250

Sharh Riyadh as-Salihin by Ibn Uthaymeen

شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

خپرندوی

دار الوطن للنشر

د چاپ کال

۱۴۲۶ ه.ق

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

د حدیث علوم
منتهى الحرم من جهة الطائف، نزل بها
وصار صلي الله عليه وسلم يقسم الغنائم، وقسم في المؤلفة قلوبهم-أي ك في كبائر القبائل- يؤلفهم على الإسلام، وأعطاهم عطاء كثيرًان حتى كان يعطي الواحد منهم مائة من الإبل.
فقال رجل من القوم: «والله إن هذه قسمة ما عدل فيها وما أريد فيها وجه الله» نعوذ بالله- يقول هذا القول في قسمة قسمها رسول الله صلي الله عليه وسلم لكن حب الدنيا والشيطان يوقع الإنسان في الهلكة. نسأل الله العافية. هذه الكلمة كلمة كفر، أن ينسب الله ورسوله إلي عدم العدل، وإلي أن النبي صلي الله عليه وسلم لم يرد بها وجه الله، ولا شك أن النبي صلي الله عليه وسلم أراد بهذه القسمة وجه الله، أراد أن يؤلف كبار القبائل والعشائر من أجل أن يتقوى الإسلام، لأن أسياد القوم إذا ألفوا الإسلام وقوي إيمانهم بذلك حصل منهم خير كثير، وتبعهم على ذلك قبائل وعشائر، واعتز الإسلام بهذا. ولكن الجهل - والعياذ بالله - يوقع صاحبه في الهلكة.
عبد الله بن مسعود ﵁ لما سمع هذه الكلمة تقال في رسول الله ﷺ أخبر بها النبي ﷺ ورفعها إليه. أخبره بأن الرجل يقول كذا وكذا، فتغير وجه الرسول ﷺ حتى كان كالصرف - أي كالذهب - من صفرته وتغيره، ثم قال: «فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله» وصدق النبي ﵊! إذا كانت قسمة الله ليست عدلا، وقسمة رسوله ليست عدلا، فمن يعدل إذا! ثم قال «يرحم الله موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر» .
والشاهد من الحديث هذه الكلمة، وهي أن الأنبياء - عليهم الصلاة

1 / 255