139

Sharh Riyadh as-Salihin by Ibn Uthaymeen

شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

خپرندوی

دار الوطن للنشر

د چاپ کال

۱۴۲۶ ه.ق

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

د حدیث علوم
حرف النص، لا معني ولا لفظًا، قال هكذا، قال: ولا أدري.
وهذا من أدب الصحابة ﵃، ما قال: أظن أنه يريد أن تطلقها، ولا: أظن انه يريد أن لا تطلقها! ما قال شيئًا، بل قال: إن النبي صلي الله عليه وسلم قال هذا. فقال كعب لزوجته الحقي بأهلك. فلحقت بأهلها.
«فأما صاحباي فاستكانا في بيوتهما يبكيان» لأنهما لا يستطيعان أن يمشيا في السواق، والناس قد هجروهم لا يلتفت إليهم أحد، ولا يسلم عليهم أحد، وإذا سلموا لا يرد ﵈، فعجزوا عن تحمل هذه الحال، فبقيا في بيوتهما يبكيان.
يقول: «وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم» اشبهم: أقواهم واجلدهم: أصبرهم. لأنه أشب منهم أصغر منهم سنًا، فكان يشهد صلاة الجماعة مع المسلمين، ويطوف بأسواق المدينة لا يكلمه أحد، لا يكلمه أحد؛ لأن النبي صلي الله عليه وسلم أمر بهجرهم، وكان الصحابة- ﵃ أطوع الناس لرسول الله صلي الله عليه وسلم.
يقول: «وكنت آتي المسجد فاصلي واسلم على النبي صلي الله عليه وسلم وهو جالس للناس بعد الصلاة فأقول: هل حرك شفتيه برد السلام أم لا» .
أي: ما يرد عليه ردًا يسمع، هذا مع أن النبي صلي الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا، ولكن امتثالًا لما أوحي الله إليه أن يهجر هؤلاء القوم هجرهم.
ويقول: كنت اصلي واسارق النبي صلي الله عليه وسلم النظر، يعني: أنظر إليه أحيانًا وأنا اصلي، فإذا قبلت على صلاتي نظر إلي وإذا التفت إليه أعرض عني.
كل هذا من شدة الهجر.

1 / 144