يد العلم فلوتها. وغطت على عين الوجدان فأسقطت حسها!. لم يكن في الحسبان أن بذر أبيقورس للاستراحة الشهوانية ينمو هذا النمو في الأذهان مهما دملتها الأهواء بشهوانيتها.
لا أخال لسانك بعد هذا يستطيع أن يقول كما يقوله بعض الشهوانيين العديمي العلم والشعور، الذين لا بضاعة لهم ولا حجة إلا تبسم الاستهزاء، وقولهم أين صانع العالم العليم الحكيم، هل هو في آسيا أو أوربا أو إفريقيا أو أمريكا، وفي أي بلد هو أنا لا نراه بأعيننا ولا نلمسه بأيدينا ولا نسمع له صوتا يتحدث إلينا الأستاذ (أحمد أمين) مفتش وزارة المعارف (للجمهورية العراقية) (إن لينين لما أوفد مندوبه إلى سمرقند، أمره بهدم المساجد والكنائس ودور العبادة، وأن يفهم الناس أن لا شئ وراء المادة، وأن هذه العبادات ليست إلا سخافة).
فقدم (المندوب) سمرقند وطلب إلى الناس أن يجتمعوا في ساحة كبيرة وقد أخبر العالم الديني - العالم بالدين الإسلامي - هناك بما سيكون من أمر هذا المندوب، واجتمع إليه رؤساء الأديان من أهل الكتاب وغيرهم فتفاوضوا في الأمر، وقالوا: إن البلية عامة لا تختص بدين دون آخر، وفوضوا إليه الأمر. حتى إذا كان اليوم الموعود واجتمع الناس، قام المندوب الروسي بين الجماهير قائلا: ماذا تعبدون إن كان هناك إله فلم لا نراه بأبصارنا، ولم لا نلمسه بأيدينا، ولما لا نتذوقه بألسنتنا ونشمه بأنوفنا، ونسمعه بآذاننا، إذن ليس وراء المحسوسات شئ، اهدموا الجوامع والكنائس ودور العبادة. فانبرى إليه العالم المسلم، وكان قد أحضر قبلا كرتين بحجم واحد، إحداهما من خشب والأخرى من حديد، ملونتين بنفس اللون، وقد وضعهما على المنضدة، فالتفت إلى المندوب الروسي قائلا: قل لي أي الكرتين أثقل؟ استعمل في
مخ ۳۴