[ذكر شواهد على مسائل الوعد والوعيد جملة من الكتاب]
ثم يتبع ذلك الذكر في مسائل الوعد والوعيد:
قال تعالى في أن من توعده بالنار صائرا إليها لا محالة، ومن وعده بالجنة صائرا إليها لا محالة قوله تعالى: {إن الله لا يخلف الميعاد(9)}[آل عمران] ، وقوله: {قوله الحق}[الأنعام:73] ، وإخلاف الوعيد كذب، والكذب قبيح، والقبيح لا يكون حقا.
وفي مسألة نفي الشفاعة لمن يستحق النار من الفساق والكفار قوله تعالى: {ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع(18)}[غافر] ، فلو شفع -صلى الله عليه وآله وسلم- لم يخل الحال من أحد أمرين: إما أن يطاع فيبطل معنى الآية، وإما أن لا يطاع فتسقط منزلته، وكلا الأمرين باطل.
وفي أن الفاسق لا يسمى مؤمنا قوله تعالى: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون(18)} [السجدة] ، ففرق بينهما، ولا يجمع بين ما فرق الله بينه؛ لأن ذلك لا يجوز، وبقوله: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون(2)} [الأنفال] ، والفاسق بخلاف هذا كله.
مخ ۹۹