وقال -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((الدنيا عرض حاضر، يأكل)
منها البر والفاجر ، والآخرة وعد صادق، يحكم فيها ملك قادر))([37]) فالدنيا عنده سبحانه هينة لزوالها وانتقالها كما روي عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: ((لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء))([38])، فنسأل الله -تعالى- أن يجعل أرزاقنا عونا لنا على طاعته، وسببا موجبا للازدياد من رحمته، وثمنا للدرج الرفيعة في دار كرامته، وأن لا يجعلها علينا حجة، ولا يصيرها يوم القيامة حسرة، بحقه العظيم، والصلاة والسلام على محمد وآله وسلم.
[الاستدلال على الله تعالى بما صنع]
هذا نوع من الإستدلال على الله:
[5]
دل على ذات القديم ما صنع .... وما ابتدا من خلقه وما اخترع
من ظاهر الجسم ومكنون البضع .... عجائبا يعجز عنها من صنع
من غير تعليم ولا مثال
معنى (دل) هذا لا فرق بين الدلالة والهداية وذلك ظاهر عند أهل اللغة.
و(ذات) الشيء: هو الشيء.
و(القديم): هو الموجود الذي لا أول له.
معنى (صنع): قدر وفطر.
و(الإبتدا): نقيض الإحتذا، وهو الفعل على غير مثال.
و(خلقه) ها هنا: هو الأجسام التي نشاهدها([39]) من الحيوانات والجمادات والأعراض.
و(الإختراع): هو إحداث الشيء إبتداء بغير سبب ولا شرط، وأكثر فعله -عز وجل- يقع على هذا الوجه.
و(ظاهر الجسم): المراد ظواهر الأجسام، فالألف واللام للجنس، وذلك يعم الحيوانات والجمادات.
مخ ۷۷