{ ياأيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون(3)} [فاطر]، وقال سبحانه آمرا لنبيئه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالمجادلة للمشركين والإحتجاج عليهم بما لا يجدون إلى دفعه سبيلا، فقال عز من قائل: {قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون(31)فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنا تصرفون (32) }[يونس]، وإنما أقروا إضطرارا لا إختيارا لأنهم يعلمون أنهم لا يقدرون على إنزال المطر، وفلق الحب والنوى، وإخراج الثمار، وإحداث الأشجار، وقلب أحجار المعادن مالا، وإيجاد العين([29]) إبتداء، وأنه لا يقدر على ذلك إلا الله -سبحانه- فحينئذ لزمتهم الحجة وتعين عليهم الشكر، وقال سبحانه مخاطبا للمشركين أيضا: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم}[الإسراء:31]، فصرح تعالى بأنه رازق للمشركين وأولادهم، وحكى سبحانه قول إبراهيم: {رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر }[البقرة:126]، قال تعالى: {ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير (126)}[البقرة]، والحجج من كتاب الله - تعالى - وكلام نبيئه -صلى الله عليه وآله وسلم- وأقوال الأئمة -عليهم السلام- لا تنحصر لنا كثرة، وقد ذكرنا بحمد الله ما فيه كفاية لمن أنصف نفسه، وطلب رشده.
مخ ۷۰