وصار في دائرة النكال (العجيبة): واحدة العجائب، والعجائب: هي الأحوال التي يجدها الإنسان من نفسه عند حدوث الأمر الجاري بخلاف العادة.
وقوله: (يعذر فيها من عجب): يريد؛ ترتفع اللائمة عند تكونها مما يعجب العقلاء مثلها، لأن من عجب من الأمر المعتاد لامه العقلاء ورموه بأنه عجب من غير عجب، هذا إذا كان العاجب عاقلا، ولا أعجب لكل عاقل متأمل من حمل السحاب الضعيف -الذي لا يمسك حبة الخردل فما فوقها- لما يملأ رحاب الأرض، وتضيق به فجاج الأودية من الماء الثقيل، القوي المحمول على الهواء، فسبحان من جعل الرقيق الضعيف، راحلة للثقيل الكثيف، هذا ما لم تجر العادة بمثله في مقدور العباد، لولا اقتدار ذي الطول والأياد.
(الحمل): هو الإقلال للشيء، (والماء) إذا أطلق أفاد ما خلق الله -سبحانه- خالصا من كل شائب مثل العيون الهامية، وهي التي أراد في القافية، والأنهار الجارية، والبحار الساجية، فإذا قيد أفاد غير ذلك بالقرينة نحو ماء الورد، وماء الكبريت وما شابهه فهو حقيقة، فيما قدمنا، مجاز في ما عداه.
قوله: (لاينسكب): يريد؛ لا ينصب الإنسكاب: هو الإنصباب.
(قبل بلوغ أرضه): أضافها إليه لمصيره إليها.
(حيث ندب): يريد حيث أمر، تقول العرب: ندب فلان لكذا وكذا إذا أمر به، سمعت من العرب ممن يوثق بعربيته من يقول ندبنا إليهم مندوبا: يريد؛ أرسلنا إليهم رسولا.
و(الخلاف): هو ترك ما أمر به أو فعل نقيضه، (والله) سبحانه، هو الرب الذي تأله إليه القلوب، أي تميل وتصغي إلى محبته.
مخ ۶۴