شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة

امام منصور عبدالله d. 614 AH
151

شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة

شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة

ژانرونه

علوم القرآن

(والمقال) هو اللفظ والكلام، من النثر والنظام، يقول كل متكلم يعجز عن الإتيان بمثله وذلك ظاهر؛ لأنه لو كان ممكنا لكان قد وقع كما نعلمه في الأشعار والخطب، فما أحد ادعى البينونة والتميز على أحد من أهل عصره إلا وعارضوه، ولم يسعهم([40]) الإنقياد لأمره، والإرتداع لزجره، وهذا كما ترى أبلغ، فلم يعارض بشعر أو غيره، إلا وقد عورض بأضعاف ما جاء به، كإمرء القيس ومن دونه، فقد عارض إمرؤ القيس علقمة في أكثر قصائده معارضة اختلف فيها أهل المعرفة إلى يومنا هذا وإلى آخر الدهر، إلا أن القرآن الكريم -كرم الله ذكره- فما علم في أمره بشيء يرفع رأس عالم بذكره.

فإن قيل: جوزوا أنه قد عورض، وأن المعارضة كتمت؟.

قلنا: هذا التجويز يفتح باب الجهالات فيجب القضاء بفساده؛ لأن لقائل أن يقول على هذا القول: جوزوا أن يكون بعد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنبياء جاءوا بالمعجزات، ونسخوا شرع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وأوجبوا الحج إلى بيت آخر، وصيام شهر غير رمضان، أو أكثر، ومن انتهى إلى هذا التجويز فتعاميه مناظرة؛ إلا أن يكون مسلوب اللب فالله عاذره، فصح بما تقدم نبوءة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وبها يصح لنا العلم بنبوءة جميع الأنبياء (-عليهم السلام-) وكتبهم والملائكة والجن لأنه أخبر بجميع ذلك.

زيادة إيضاح في أمره -عليه وآله السلام-:

[28]

أيده ربي بإظهار العلم .... فصار في هامة بحبوح الكرم

أفضل من يمشي على بطن قدم .... وكل ذي لحم من الخلق ودم

منا من الواحد ذي الجلال

هذا زيادة إيضاح في أمره -عليه وآله السلام-.

قوله: (أيده ربي بإظهار العلم): يقول إن الله -سبحانه- أعانه، ونصره على أعدائه؛ بإظهار معجزاته.

والمعجزات قد تقدم الكلام في معناها، وهي أعلام النبوءة وأدلتها.

مخ ۱۸۹