11

شرح القصائد العشر

شرح القصائد العشر

خپرندوی

عنيت بتصحيحها وضبطها والتعليق عليها للمرة الثانية

سیمې
عراق
سلطنتونه
سلجوقيان
(فَفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنِّى صَبَابَةً ... عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِيَ مْحَمَلِي)
فاضت: سالت، والصبابة: رقة الشوق، يقال: صببت أصب، قال الشاعر:
يَصَبُّ إلى الْحَيَاةِ وَيَشْتَهِيهَا ... وَفِي طولِ الْحَيَاةِ لَهُ عَنَاءُ
والمحمل: السير الذي يحمل به السيف، والجمع حمائل على غير القياس، وليس لها من لفظها واحد، ولو كان لها واحد من لفظها لكان حميلة، ولكنها لم تسمع، قال الشاعر في المحمل:
فَارْفَضَّ دَمْعُكَ فَوْقَ ظَهْرِ المِحْمَلِ
ونصب (صبابة) لأنه مصدر وضع موضع الحال كقولك: زيد مشيا، أي ماشيا، ومثله قوله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ أن أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا) أي غائرا، ويجوز أن يكون نصب (صبابة) على إنه مفعول له.
ومما يسأل عنه في هذا البيت أن يقال: كيف يلل الدمع محمله وإنما المحمل على عاتقه؟
فيقال: قد يكون منه على صدره، فإذا بكى وجرى الدمع عليه ابتل.
(أَلاَ رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنّ صَالِحٍ ... وَلاَسِيمَا يَوْمٌ بِدَارَةِ جُلْجُلِ)
ألا: افتتاح للكلام، ورُبَّ فيها لغات، أفصحهن ضم الراء وتشديد الباء، ومن العرب من يضم الراء ويخفف الباء، فيقول: رُبَ رجل قائم، ويروى عن عاصم إنه قال: قرأت على زر بن حُبيش (رُبَّما) بالتشديد، فيقال: انك لتحب الرُّبَّ، ربما مخففة، ومن العرب من يفتح الراء ويشدد الباء فيقول: رَبَّ رجل قائم، وزعم الكسائي إنه سمع التخفيف في المفتوحة، ومن العرب من يدخل معها تاء التأنيث ويشدد الباء، ويجوز تخفيفها مع تاء التأنيث فيقول: رُبَة رجل قائم. والمعنى ألا رب يوم لك منهن سرور وغبطة. والسيُّ: المثل، ودارة

1 / 12