ومنه قيل المبزل والبزال. ومنه بزول البعير بنابه؛ لأنه يتفطر موضعه. ومنه قيل البزلاء للرأي
الجيد؛ لأنها قد انتجعت وبزلت. ويقال: إنه لذو بزلاء. قال الراعي:
من أمرِ ذي بَدَواتٍ ما تزالُ له ... بزْلاءُ يعيا بها الجَثَّامةَ اللُّبَدُ
قال يعقوب: قال أبو عبيدة: غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض. قال: وعنى
بالساعيين خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة، والآخر الحارث بن
عوف بن أبي حارثة.
(فأَقسَمْتُ بالبَيتِ الذي طافَ حَوْلَه ... رجالٌ بَنَوْهُ من قُريش وجُرْهُمِ)
قال أبو عبيدة: كانت الكعبة رفعت حين غرق قوم نوح ﵇، فأراد الله ﵎ تكرمة
قريش، فأمر الله ﷿ أبويهم إبراهيم وابنه إسماعيل، عليهما الصلاة والسلام، أن يعيدا بناء
الكعبة شرفها الله تعالى على أسها الأول، فأرادا بناءها لما أراد الله ﷿ من تكرمة قريش، فأنزل
الله تعالى في القرآن: (وإذْ يَرْفع إبراهيم القواعدَ من البيت وإسماعيل ربَّنا تقبَّلْ منَّا) ... الآية. ألا
ترى أنهما أول من رفع البيت بعدما كان رُفع، فلم يكن وهو مرفوع له ولاة منذ زمن نوح عليه
الصلاة والسلام، ثم أمر إبراهيم أن ينزل ابنه إسماعيل ﵉ بالبيت، لما أراد الله جل وعلا
من كرامة قريش، فكان إبراهيم وابنه إسماعيل ﵉ يليان البيت بعد عهد نوح ﵇،
ومكة يومئذ بلاقع، ومن حول مكة