شرح نيل و شفاء علیل
شرح النيل للقطب اطفيش - موافق للمطبوع
ژانرونه
(وتناظر) تقابل (دم الحيض) في حال يبسه (إن أشكل عليها ب) شيء (بالغ في الحمرة) حتى ضرب إلى السواد (كأرجوان) بضم الهمزة والجيم وإسكان الراء وهو البقم (مصري) منسوب إلى مصر النيل وهو بقم يميل إلى السواد يصبغ به للسواد، أو إلى مطلق المصر أي الذي يعامل الأمصار لجودته لا الذي تكتفي به الأعراب، (وخزفة) أي قطعة من الفخار (أولية) أي من الفخار الأول أي السابق في النار بأن يلي النار أكثر من غيره، وحدثني بعض أن حمرة الخزفة تشتد وتزيد بالقدم وبموالاة النار، والذي يظهر لي أن مرادهم بالخزفة الآجرة والقرميدة فإنها هي التي تشتد حمرتها حتى تميل إلى السواد وتزيد بموالاة النار فاعتمد هذا، (ودم حلمة) بفتح الحاء واللام أي القراد العظيم وهو بالبربرية آفضيض، ويجوز أن يراد التي يقال لها: تسلفت بالبربرية (و) الدم (الأول من الذبيحة) البالغة في السمن أو المتوسطة؛ لأنه بقدر الهزال تضعف الحمرة، وإن غلب عليه مثل ذلك في الحمرة فليس حيضا، وقيل: لا يكون حيضا حتى يكون غالبا لذلك، فإن كان مثله فليس حيضا، وقيل: الحيض دم خالص ولو لم يكن أسود ثخينا منتنا ولو وصف في الحديث بهذه الصفات بناء على أن هذه الصفات غالبة لا لازمة، وأنها الأصل في دم الحيض وقد تزول لضعف المرأة، (فإذا رأت هذا) أي الدم البليغ في الحمرة (تركت الصلاة وكان حيضا، وتغتسل لكل صلاتين، إن رأته داخل وقتها في الطهر. وقيل: إن رأت ما يخالف لون الرمل فحيض ولا تغتسل به، وقيل: تغتسل بكل ما تعطيه
----------------------
الصلاة) والصوم (وكان حيضا) إن دام ثلاثة أيام أو يومين على قول من قال: أقل الحيض يومان، أو يوما
على القول بأن أقله يوم، وإن انقطع قبلها فليس حيضا فلتعد الصلاة كالصوم، وقيل: لا تعيد، وعلى كلا القولين هل تغتسل إن انقطع لما بعد من الصلاة والصوم أو لا؟ قولان؛ وهكذا الخلف في كل دم استحاضة إذا لم يعلم أنه دم استحاضة إلا بالانقطاع وتجعل الدم في الظل أو بين الظل والشمس ليتبين سواده باليبس إن أشكل لا في الشمس لئلا تغيره.
(وتغتسل) غسلة (لكل صلاتين) وتجمعهما، وقيل: تغتسل غسلة واحدة لهما ولو لم تجمعهما، وقيل: لكل صلاة، وقيل: تغسل لليل غسلة فيه، والنهار فيه غسلة للفجر وما بعده، وقيل: تغسل الدم فقط (إن رأته) أي ذلك الدم الذي هو على صفة دم الحيض (داخل وقتها في الطهر) أوله أو وسطه أو آخره كل ذلك يصدق عليه أنه داخل وقتها.
مخ ۱۸۹