فزعمت مضر أن الأقرع بن حابس، إنما نفر جريرًا وبجيلة على خالد بن أرطاة وكلب لأنه زعم أن
أنمارًا ابن نزار، وأنه لقرابته بمضر وربيعة، أفضل وأكثر عددًا بإخوته من قضاعة، لأن قضاعة بن
معد وهو عم هؤلاء. وقال الكميت بن زيد الأسدي:
وأنمارٌ وإن رَغِمَتْ أُنوفٌ ... معدِّيُّ العُمومَةِ والخؤُولِ
وعَمرو بنُ الخُثارِمِ كان طباٍّ ... بنِسبَتِهمِ وتَصديقي لقيلي
وليس ابنُ الخُثارِمِ في مَعَدٍّ ... بمقصِيِّ المحلِّ ولا دَخيلِ
لهم لُغَةٌ تُبيِّنُ من أبوُهُم ... مع الغُرَرِ الشَّوادِخِ والحُجُولِ
وقال الأخطل يمدح جريرًا، ويذكر ما كان بينه وبين خالد بن أرطاة:
يرمي قُضاعَةَ مَجدوعٌ مَعَاطِسُها ... وهمٌ أشَمٌ تَرى في رأسِهِ صَيَدًا
ويروى وهو أشم.
صافى الرسولَ ومِنْ قومٍ هُمُ ضَمِنوا ... مالَ الغريبِ ومَن ذا يضمَنُ الأبَدا
كانوا إذا حَلَّ جارٌ في بُيوتِهِمُ ... عادوا عليه فأحصَوه مالَهُ عَددا
قال: كانت بجيلة إذا جاورهم جار، عمدوا إلى ماله فأحصوه، ودفعوه إلى ثقة، فإن مات له شاة أو
بعير أخلفوه عليه. حتى ينصرف موفورًا، فإن مات قبل أن يصير إلى وطنه ودوه، وإن قُتل طلبوا
بدمه، وإن حُرب أخلفوا عليه.