310

شرح نهج البلاغه

شرح نهج البلاغة

ایډیټر

محمد عبد الكريم النمري

خپرندوی

دار الكتب العلمية

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ثم استمر القتال من نصف الليل الثاني إلى ارتفاع الضحى ، والأشتر يقول لأصحابه ، وهو يزحف بهم نحو أهل الشام : ازحفوا قيد رمحي هذا ، ويلقي رمحه ، فإذا فعلوا ذلك ، قال : ازحفوا قاب هذا القوس ، فإذا فعلوا ذلك سألهم مثل ذلك ، حتى مل أكثر الناس من الإقدام ، فلما رأى ذلك قال : أعيذكم بالله أن ترضعوا الغنم سائر اليوم . ثم دعا بفرسه ، وركز رايته ، وكانت مع حيان بن هوذة النخعي ، وسار بين الكتائب ، وهو يقول : ألا من يشتري نفسه لله ويقاتل مع الأشتر ، حتى يظهر أو يلحق بالله ! فلا يزال الرجل من الناس يخرج إليه فيقاتل معه .

قال نصر : وحدثني عمرو قال : حدثني أبو ضرار ، قال : حدثني عمار بن ربيعة ، قال : مر بي الأشتر ، فأقبلت معه حتى رجع إلى المكان الذي كان به ، فقام في أصحابه ، فقال : شدوا - فدا لكم عمي وخالي - شدة ترضون بها الله ، وتعزون بها الدين . إذ أنا حملت فاحملوا ثم نزل ، وضرب وجه دابته ، وقال لصاحب رايته : أقدم ، فتقدم بها ، ثم شد على القوم ، وشد معه أصحابه ، فضرب أهل الشام حتى انتهى بهم إلى معسكرهم ، فقاتلوا عند المعسكر قتالا شديدا ، وقتل صاحب رايتهم ، وأخذ علي عليه السلام - لما رأى الظفر قد جاء قبله - يمده بالرجال .

وروى نصر عن رجاله ، قال : لما بلغ القوم إلى ما بلغوا إليه ، قام علي عليه السلام خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : أيها الناس ، قد بلغ بكم الأمر وبعدوكم ما قد رأيتم ، ولم يبق منهم إلا آخر نفس ، وإن الأمور إذا أقبلت اعتبر آخرها بأولها ، وقد صبر لكم القوم على غير دين حتى بلغنا منهم ما بلغنا ، وأنا غاد عليهم بالغداة أحاكمهم إلى الله .

مخ ۱۲۴