296

شرح نهج البلاغه

شرح نهج البلاغة

ایډیټر

محمد عبد الكريم النمري

خپرندوی

دار الكتب العلمية

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ومن خطبه له عليه السلام عند خروجه لقتال أهل البصرة

الأصل : قال عبد الله بن العباس : دخلت على أمير المؤمنين بذي قار وهو يخصف نعله ، فقال لي : ما قيمة هذا النعل ؟ فقلت : لا قيمة لها ، فقال : والله لهي أحب إلي من إمرتكم ؛ إلا أن أقيم حقا ، أو أدفع باطلا ، ثم خرج فخطب الناس فقال : إن الله سبحانه وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله ، وليس أحد من العرب يقرأ كتابا ولا يدعي نبوة ، فساق الناس حتى بوأهم محلتهم ، وبلغهم منجاتهم ، فاستقامت قناتهم ، واطمأنت صفاتهم .

أما والله إن كنت لفي ساقتها ، حتى ولت بحذافيرها ؛ وما ضعفت ولا جبنت ، وإن مسيري هذا لمثلها ؛ فلأنقبن الباطل حتى يخرج الحق من جنبه .

ما لي ولقريش ! والله لقد قاتلتهم كافرين ، ولأقاتلنهم مفتونين ، وإني لصاحبهم بالأمس كما أنا صاحبهم اليوم . والله ما تنقم منا قريش إلا أن الله اختارنا عليهم ، فأدخلناهم في حيزنا ، فكانوا كما قال الأول :

أدمت لعمري شربك المحض صابحا . . . وأكلك بالزبد المقشرة البجرا

ونحن وهبناك العلاء ولم تكن . . . عليا ، وحطنا حولك الجرد والسمرا

الشرح : ذو قار : موضع قريب من البصرة ، وهو المكان الذي كانت فيه الحرب بين العرب والفرس ، ونصرت العرب على الفرس قبل الإسلام ، ويخصف نعله ، أي يخرزها .

وبوأهم محلتهم : أسكنهم منزلهم ، أي ضرب الناس بسيفه على الإسلام حتى أوصلهم إليه ، ومثله وبلغهم منجاتهم ، إلا أن في هذه الفاصلة ذكر النحاة مصرحا به .

فاستقامت قناتهم : استقاموا على الإسلام ، أي كانت قناتهم معوجة فاستقامت .

واطمأنت صفاتهم ، كانت متقلقلة متزلزلة ، فاطمأنت واستقرت .

وهذه كلها استعارات .

ثم أقسم أنه كان في ساقتها حتى تولت بحذافيرها ؛ الأصل في ساقتها ، أن يكون جمع سائق كحائض وحاضة ، وحائك وحاكة ، ثم استعملت لفظة الساقة للأخير ، لأن السائق إنما يكون في آخر الركب أو الجيش . وشبه عليه السلام أمر الجاهلية ؛ أما بعجاجة ثائرة ، أو بكتيبة مقبلة للحرب ، فقال : إني طردتها فولت بين يدي ، ولم أزل في ساقتها أنا أطردها وهي تنطرد أمامي ؛ حتى تولت بأسرها ولم يبق منها شيء ما عجزت عنها ، ولا جبنت منها .

مخ ۱۱۰