شرح نهج البلاغة
پوهندوی
شرح : الشيخ محمد عبده
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
1412 - 1370 ش
[النص]
يقرأ كتابا ولا يدعي نبوة. فساق الناس حتى بوأهم محلتهم وبلغهم منجاتهم (1) فاستقامت قناتهم (2) واطمأنت صفاتهم. أما والله إن كنت لفي ساقتها (3) حتى تولت بحذافيرها ما ضعفت ولا جبنت وإن مسيري هذا لمثلها (4) فلأنقبن الباطل حتى يخرج الحق من جنبه (5) مالي ولقريش. والله لقد قاتلتهم كافرين ولأقاتلنهم مفتونين. وإني
[الشرح]
نعله يخرزها (1) بوأهم محلتهم أي أنزلهم منزلتهم فالناس قبل الاسلام كأنهم كانوا عرباء مشردين والاسلام هو منزلهم الذي يسكنون فيه ويأمنون من المخاوف، فالنبي صلى الله عليه وسلم ساق الناس حتى أوصلهم إلى منزلهم من الاسلام الذي كانوا قد ضلوا عنه وبلغهم بذلك مكان نجاتهم من المهالك (2) القناة العود والرمح. والكلام تمثيل لاستقامة أحوالهم. والصفاة الحجر الصلد الضخم. وأراد به مواطئ أقدامهم.
والكلام تصوير لاستقرارهم على راحة كاملة وخلاصهم مما كان يرجف قلوبهم ويزلزل أقدامهم (3) إن كنت الخ إن هذه هي المخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف والأصل إنه كنت الخ. والمعنى. قد كنت. والساقة مؤخر الجيش السائق لمقدمه. وولت بحذافيرها بجملتها. والضمائر في ساقتها وولت بحذافيرها عائدة إلى الحادثة المفهومة من الحديث وهي ما أنعم الله به من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ليخرجهم من الظلمات إلى النور ومن الذلة للعزة وقال الشارح ابن أبي الحديد الضمائر للجاهلية المفهومة من الكلام وكونه في ساقتها أنه طارد لها. ويضعفه أن ساقة الجيش منه لا من مقاتله فلو كان في ساقة الجاهلية لكان من جيشها نعوذ بالله. ويمكن تصحيح كلام الشارح بجعل الساقة جمع سائق أي كنت في الذين يسوقونها طردا حتى ولت (4) أي أنه يسير إلى الجهاد في سبيل الحق (5) الباطل يبادر الأوهام فيشغلها عن الحق ويقوم حجابا مانعا للبصيرة عن الحقيقة فكأنه شئ اشتمل على الحق فستره
مخ ۸۱