217

Sharh Nahj al-Balagha by Muhammad Abduh

شرح نهج البلاغة لمحمد عبده

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۲ ه.ق

ژانرونه

د حدیث علوم

[النص]

بالغرور. لا تدوم حبرتها (1)، ولا تؤمن فجعتها. غرارة ضرارة. حائلة زائلة (2) نافدة بائدة (3)، أكالة غوالة (4). لا تعدو - إذا تناهت إلى أمنية أهل الرغبة فيها والرضاء بها (5) - أن تكون كما قال الله تعالى سبحانه " كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح (6) وكان الله على كل شئ مقتدرا " لم يكن امرؤ منها في حبرة إلا أعقبته بعدها عبرة (7)، ولم يلق في سرائها بطنا (8) إلا منحته من ضرائها ظهرا. ولم تطله فيها ديمة رخاء (9) إلا هتنت عليه مزنة بلاء. وحرى إذا أصبحت له منتصرة أن تمسي له متنكرة وإن جانب منها اعذوذب واحلولى أمر منها جانب فأوبى (10). لا ينال امرؤ من غضارتها رغبا (11) إلا أرهقته من نوائبها تعبا (12).

[الشرح]

(1) الحبرة بالفتح السرور والنعمة (2) حائلة: متغيرة (3) نافدة: فانية. بائدة أي هالكة (4) غوالة:

مهلكة (5) أي أنها إذا وصلت بأهل الرغبة فيها إلى أمانيهم فلا تتجاوز الوصف الذي ذكره الله في قوله كماء الخ. فقوله أن تكون مفعول لتعدو (6) الهشيم: النبت اليابس المكسر (7) بالفتح: الدمعة قبل أن تفيض، أو تردد البكاء في الصدر، أو الحزن بلا بكاء (8) كنى بالبطن والظهر عن الاقبال والادبار (9) الطل: المطر الضعيف. وطلت السماء أمطرته. والديمة مطر يدوم في سكون لا رعد ولا برق معه. والرخاء السعة. وهتنت المزن: انصبت (10) أوبى صار كثير الوباء. والوباء: هو المعروف بالريح الأصفر (11) الغضارة النعمة والسعة. والرغب - بالتحريك - الرغبة والمرغوب (12) أرهقته التعب: ألحقته به

مخ ۲۱۷