209

Sharh Nahj al-Balagha by Muhammad Abduh

شرح نهج البلاغة لمحمد عبده

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۲ ه.ق

ژانرونه

د حدیث علوم

[النص]

فلقد فلق لكم الأمر فلق الخرزة، وقرفه قرف الصمغة (1). فعند ذلك أخذ الباطل مآخذه، وركب الجهل مراكبه، وعظمت الطاغية، وقلت الداعية. وصال الدهر صيال السبع العقور. وهدر فنيق الباطل بعد كظوم (2). وتواخى الناس على الفجور. وتهاجروا على الدين. وتحابوا على الكذب. وتباغضوا على الصدق. فإذا كان ذلك كان الولد غيظا (3)، والمطر قيظا، وتفيض اللئام فيضا، وتغيض الكرام غيضا (4). وكان أهل ذلك الزمان ذئابا، وسلاطينه سباعا، وأوساطه أكالا، وفقراؤه أمواتا. وغار الصدق، وفاض الكذب: واستعملت المودة باللسان.

وتشاجر الناس بالقلوب. وصار الفسوق نسبا، والعفاف عجبا.

ولبس الاسلام لبس الفرو مقلوبا

109 - ومن خطبة له عليه السلام كل شئ خاشع

~~له. وكل شئ قائم به. غني كل فقير. وعز كل

[الشرح]

والدعاة الذين يتلقون عنه ويوصيهم بالصدق في النصيحة (1) قرف الصمغة قشرها، وخص هذا بالذكر لأن الصمغة إذا قشرت لا يبقى لها أثر كذا قالوا (2) الفنيق الفحل من الإبل. وبعد كظوم أي إمساك وسكون (3) يغيظ والده لشبوبه على العقوق، ويكون المطر قيظا لعدم فائدته فإن الناس منصرفون عن فوائدهم والانتقاع بما يفيض الله عليهم من خير إلى إضرار بعضهم ببعض، ما أشبه هذه الحال بحال هذا الزمان (4) تغيض: من غاض الماء إذا غار في الأرض وجفت

مخ ۲۰۹