Sharh Nahj al-Balagha by Muhammad Abduh
شرح نهج البلاغة لمحمد عبده
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۱۲ ه.ق
ژانرونه
[النص]
رشدها سالكة في غير مضمارها. كأن المعني سواها (1) وكأن الرشد في إحراز دنياها. واعلموا أن مجازكم على الصراط ومزالق دحضه وأهاويل زلله وتارات أهواله (2) فاتقوا الله تقية ذي لب شغل التفكر قلبه. وأنصب الخوف بدنه (3)، وأسهر التهجد غرار نومه وأظمأ الرجاء هواجر يومه وظلف الزهد شهواته، وأرجف الذكر بلسانه وقدم الخوف لإبانه، وتنكب المخالج عن وضح السبيل، وسلك أقصد المسالك إلى النهج المطلوب، ولم تفتله فاتلات الغرور (4)، ولم تعم
[الشرح]
على سبيلهم بلا انحراف عنهم في شئ أي يصيبكم ما أصابهم بلا أقل تفاوت (1) كأن المعنى أي المقصود بالتكاليف الشرعية والموجه إليه التحذير والتبشير غيرها، وقوله وكأن الرشد الخ أي مع أن الرشد لم ينحصر في هذا بل الرشد كل الرشد إحراز الآخرة لا الدنيا (2) أن مجازكم الخ أنكم تجوزون على الصراط مع ما فيه من مزالق الدحض.
والدحض هو انقلاب الرجل بغتة فيسقط المار. والزلل هو انزلاق القدم والتارات النوب والدفعات (3) أنصب الخوف بدنه أتعبه (4) والغرار بالكسر القليل من النوم وغيره وأسهره التهجد أي أزال قيام الليل نومه القليل فأذهبه بالمرة. وأظمأ الرجاء الخ أي أظمأ نفسه في هاجرة اليوم. والمعنى صام رجاء الثواب. وظلف الزهد الخ أي منعها. وظلف منع. وأرجف الذكر أرجف به أي حركه ويروى أوجف بالواو أي أسرع كأن الذكر لشدة تحريكه اللسان موجف به كما توجف الناقة براكبها، وإبان الشئ بكسر فتشديد وقته الذي يلزم ظهوره فيه أي أنه خاف في الوقت الذي ينفع فيه الخوف، ويروى لأمانه أي خاف في الدنيا ليأمن في الآخرة . وتنكب الشئ مال عنه، والمخالج الشعوب من الطريق المائلة عن وضحه والوضح محركة الجادة. وعن وضح متعلق بالمخالج أي تنكب المائلات عن الجادة. وأقصد المسالك أقومها ولم تفتله الخ أي لم ترده ولم تصرفه ولم تعم عليه أي لم تخف عليه الأمور المشتبهة حتى يقع فيها تحذر على غير
مخ ۱۴۱