Sharh Musnad al-Darimi
شرح مسند الدارمي
خپرندوی
بدون
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
ژانرونه
الثانية: تكون في الآخرة وهي ما تقدم الكلام عليها، وقد يعجِّل الله ﷿ العقوبة للعبد في الدنيا، رحمة به كما قال ﷺ: «إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه، حتى يوافي به يوم القيامة» (^١)، ومن ابتلي فليحاسب نفسه مع الصبر والاحتساب، قال ﷺ: «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط» (^٢)، على أنه قد يُجمع للعاصي بين العقوبتين: عقوبة الدنيا وعقوبة الآخرة قال ﷺ: «ما من ذنب أجدر أن يعجّل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة مثل البغي، وقطيعة الرحم» (^٣).
ما يستفاد:
* أن التائب من الذنب كمن لا ذنب عليه، إذا حقق شروط التوبة، وتفريعا على هذا يحرم تعييره بذب تاب منه.
* أنه يجب على التائب عدم العودة إلى الذنب الذي تاب منه.
* أن من تاب وأحسن العمل لا يؤاخذ على ذنوبه الماضية، بل تنقلب إلى حسنات، أخذا من قوله تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (^٤).
_________
(^١) الترمذي حديث ٨/ ٤١٢، رقم ٢٣١٩، وقال: حسن غريب.
(^٢) الترمذي حديث ٨/ ٤١٣، رقم ٢٣٢٠، وقال: حسن غريب.
(^٣) أبو داود حديث ٤٢٥٦، والترمذي ٩/ ٥١، رقم ٢٤٣٥، وقال: حسن صحيح.
(^٤) الآية (٧٠) من سورة الفرقان.
1 / 15