Sharh Musnad al-Darimi
شرح مسند الدارمي
خپرندوی
بدون
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
ژانرونه
ويدل قوله ﷺ: «اللهم إن العيش عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة» على التعب والجوع الذي لحق الأصحاب ﵃، فأراد أن ينشطهم بما قال، ويرغبهم فيما عند الله ﷿، ولا ريب أنه ﷺ لحقه من الجوع والتعب ما لحقهم، ورغم هذا لما عرضت الكدية للصحابة وأعياهم كسرها، لا ريب أنهم شكوا ذلك لرسول الله ﷺ فأمرهم أن يرشوها بالماء، والكدية: صخرة أمد الله ﷿ رسوله ﷺ بقوة ظهرت من خلا ضربه لها معجزة، فقد ضربها «بمعول أو مسحاة» شك الراوي وهما لآلتان: المعول للكسر، والمسحاة للحفر، فضرب رسول الله ﷺ بالمعول «فعادت كثيبا أهيل» أي: تفتت حتى صارة كثبة من الرمل تهال باليد دون هناء، ظهرت المعجزة فقد حدث هذا بعد أن عجز عنه الجم الغفير من الصحابة، فكان عمل رسول الله ﷺ رغم ما ظهر عليه من التعب والجوع، فلما رأى جابر ﵁، استأذن وانصرف إلى أمرأته واسمها سهيلة ﵂، وذكر لها ما رأى من حال رسول الله ﷺ، فقالت: عندي صاع من شعير وعناق، العناق: الصغيرة من المعز، وهيأت ذلك كله، فرجع جابر ﵁ ليدعو رسول الله ﷺ، فقالت امرأته: صحيح؟ لا تفضحني برسول الله ﷺ وبمن معه (^١)، قوله: «طعيم» فيه تحقير وتقليل إشارة إلى اختصاصه لرسول الله ﷺ، ولكن الرحمة المهداة تأبا ذلك، فأمره بالعودة إلى امرأته، «ولا تخرج الخبر من التنور» وأشمل من هذا قوله: «لا تنزلن برمتكم، ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء» (^٢)، لتناله من الله بركة
(^١) البخاري حديث (٤١٠٢) ومسلم حديث (٢٠٣٩).
(^٢) البخاري حديث (٤١٠٢).
1 / 112