شرح المعلقات السبع
شرح المعلقات السبع
خپرندوی
دار احياء التراث العربي
د ایډیشن شمېره
الأولى ١٤٢٣هـ
د چاپ کال
٢٠٠٢ م
وغشينها بها، ثم وصف تلك الثياب بأنها حمر الحواشي يشبه ألوانها الدم في شدة الحمرة أو البقم أو دم الأخوين.
١٠-
وَوَرّكْنَ في السُّوبانِ يَعلونَ مَتْنَهُ ... عَلَيْهِنّ دَلُّ النّاعِمِ الْمُتَنَعّمِ
السوبان: الأرض المرتفعة اسم علم لها. التوريك: ركوب أوراك الدواب. الدل والدلال والدالة واحد، وقد أدلت المرأة وتدللت. النعمة: طيب العيش. والتنعم: تكلف النعمة.
يقول: وركبت هؤلاء النسوة أوراك ركابهن في حال علوهن متن السوبان، وعليهن دلال الإنسان الطيب العيش الذي يتكلف ذلك.
١١-
بكرْنَ بكورًا واسْتَحَرْنَ بسُحْرَةٍ ... فَهُنّ وَوَادِي الرَّسِّ كاليَدِ لِلفَمِ
بكر وابتكر وبكّر وأبكر: سار بكرة. استحر: سار سحرًا. سُحرة: اسم للسحر، ولا تصرف سحرة وسحر إذا عنيتهما من يومك الذي أنت فيه، وإن عنيت سحرًا من الأسحار صرفتهما. وادي الرس: واد بعينه.
يقول: ابتدأن السير وسرن سحرًا وهن قاصدات لوادي الرسِّ لا يخطئنه، كاليد القاصدة للفم لا تخطئه.
١٢-
وَفيهِنّ مَلْهىً للطّيفِ وَمَنْظَرٌ ... أنيقٌ لِعَينِ النَّاظِرِ الْمُتَوَسّمِ
الملهى: اللهو وموضعه. اللطيف: المتأنق الحسن المنظر. الأنيق: المعجب، فعيل بمعنى المفعل، كالحكيم بمعنى المحكم، والسميع بمعنى المسمع، والأليم بمعنى المؤلم، ومنه قوله ﷿: ﴿عَذَابٌ أَلِيم﴾ [البقرة: ١٠]؛ ومنه قول ابن معديكرب: [الوافر]:
أمن ريحانة الداعي السميع ... يؤرقني وأصحابي هجوع
أي المسمع. والإيناق: الإعجاب. التوسّم: التفرس، ومنه قوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِين﴾ [الحجر: ٧٥] . وأصله من الوسام والوسامة وهما الحسن، كأن التوسم تتبع محاسن الشيء، وقد يكون من الوسم فيكون تتبع علامات الشيء وسماته.
1 / 137