79

شرح مشکت

شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى ب (الكاشف عن حقائق السنن)

پوهندوی

د. عبد الحميد هنداوي

خپرندوی

مكتبة نزار مصطفى الباز مكة المكرمة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم). رواه الترمذي، والنسائي. ٣٤_ وزاد البيهقي في (شعب الإيمان) برواية فضالة: (والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله والمهاجرُ من هجر الخطايا والذنوب). ٣٥_ وعن أنس ﵁، قال: قلما خطبنا رسول الله ﷺ إلا قال: (لا ــ قوله: (والمجاهد من جاهد نفسه) (مظ): يعنى المجاهد ليس من قاتل الكفار فقط، بل المجاهد من حارب نفسه وحملها وأكرهها على طاعة الله تعالى؛ لأن نفس الرجل أشد عداوة معه من الكفار؛ لأن الكفار أبعد منه، ولا يتفق التلاحق والتقابل معهم إلا حينا بعد حين، وأما نفسه فأبدا تلازمه، وتمنعه من الخير والطاعة، ولا شك أن القتال مع العدو الذي يلازم الرجل أهم من القتال مع العدو الذي هو بغيد منه، قال الله تعالى: (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار). أقول: اللام في قوله: (المجاهد) للجنس أي المجاهد الحقيقي الذي ينبغي أن يسمى مجاهدا من جاهد نفسه، وكأن مجاهدته مع غيره بالنسبة إليه كلا مجاهدة، ونحوه قوله (عليه الصلاة والسلام) في حديث أبي هريرة ﵁: (فذلكم الرباط) كما سيجيء بيانه. قوله: (والمهاجر) (قض): الحكمة في الهجرة أن يتمكن المؤمن من الطاعة بلا مانع ولا وازع، ويتبرأ عن صحبة الأشرار المؤثرة بدوامها في اكتساب الأخلاق الذميمة، والأفعال الشنيعة، فهي في الحقيقة التحرز عن ذلك، والمهاجر الحقيقي من يتحاشى عنها. ــ

2 / 491