263

شرح مشکت

شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى ب (الكاشف عن حقائق السنن)

ایډیټر

د. عبد الحميد هنداوي

خپرندوی

مكتبة نزار مصطفى الباز مكة المكرمة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

أدناكم» ثم قال رسول الله ﷺ: «إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير». رواه الترمذي. [٢١٣].
٢١٤ - ورواه الدارمي عن مكحول مرسلًا، ولم يذكر: رجلان. وقال: «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم، ثم تلا هذه الآية: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾» وسرد الحديث إلى آخره [٢١٤].
ــ
الصنعاني. وشبه ﷺ بالقمر ليلة البدر فيما رويناه عن الترمذي عن جابر بن سمرة قال: «رأيت رسول الله ﷺ في ليلة أضحيان، فجعلت أنظر إلى رسول الله ﷺ وإلى القمر، وعليه حلة حمراء، فإذا هو أحسن من القمر». والمبالغة التي تعطيها «أدناكم» تقرب منها في قوله ﷺ: «سائر الكواكب»؛ لأن فضل القمر على بقية الكواكب أجمع يستلزم ذلك التفاوت العظيم بين البدر وبين كوكب هو أدنى الكواكب في الضوء كالسها. وهذا التشبيه ينبهك على أن لابد للعالم من العبادة، وللعابد من العلم؛ لأن تشبيههما برسول الله ﷺ وبالصحابة يستدعي المشاركة فيما فضلوا به من العلم والعمل، وكيف والعلم مقدمة للعمل، وصحة العمل متوقفة على اللعم؟.
وقوله: «إن الله وملائكته» جملة مستأنفة لبيان التفاوت العظيم بين العالم والعابد، وأن نفع العابد مقصور على نفسه، ونفع العلم متجاوز إلى الخلائق حتى النملة. وكذا قوله تعالى: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ استشهاد لبيان علة الفضل؛ لأن العالم الحقيقي أعرف بالله وبجلاله وكبرياء شأنه من العابد الذي غلبت عبادته على علمه، فيكون العالم أتقى منه، قال الله تعالى: ﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾ وفي الحديث «وأرجو أن أكون أتقاكم لله وأعلمكم به».
وأما عطف «أهل السموات» على «الملائكة» فتخصيص للملائكة بحملة العرش، وسكان [أمكنتها] من السموات والأرض من الملائكة المقربين، كما ثبت في النصوص، وفي «يصلون»

2 / 675