164

شرح مشکت

شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى ب (الكاشف عن حقائق السنن)

پوهندوی

د. عبد الحميد هنداوي

خپرندوی

مكتبة نزار مصطفى الباز مكة المكرمة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

الفصل الثالث
١١٣ - عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله ﷿ فرغ إلى كل عبد من خلقه من خمس: من أجله، وعمله، ومضجعه، وأثره، ورزقه» رواه أحمد [١١٣].
١١٤ - وعن عائشة، ﵂، قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من تكلم في شيء من القدر سئل عنه يوم القيامة، ومن لم يتكلم فيه لم يسأل عنه» رواه ابن ماجه [١١٤].
ــ
بئرًا من أهلي غير بعيد، فأخذت بيدها، فرديت بها في البئر، وكان آخر عهدي بها أن تقول: يا أبتاه! يا أبتاه! فبكى رسول الله ﷺ حتى وكف دمع عينيه، فقال رجل من جلساء النبي ﷺ: أحزنت رسول الله ﷺ؟ فقال له: كف، فإن يسأل عما أهمه، ثم قال له: أعد على حديثك، فأعاده فبكى حتى وكف الدمع من عينيه على لحيته، ثم قال له: إن الله قد وضع عن الجاهلية ما علموا، إذا فاستأنف عملك».
الفصل الثالث
الحديث الأول عن أبي الدرداء ﵁: قوله: «فرغ إلى كل عبد» فرغ يستعمل باللام يقال: فرغ لكذا، واستعماله بإلى إما للتضمين، أو يكون حالا، انتهى تقديره في الأزل من تلك الأمور إلى تدبير العبد بأبدانها، كما سبق من قوله: «شئون يبديها لا يبتديها». ويجوز أن يكون «إلى» بمعنى اللام، يقال: هداه إلى كذا، أو لكذا. و«من» في «من خلقه» صلة «فرغ»، أي من خلقته، ومما يختص به، وما لابد منه من الأجل، والعمل وغيرهما، و«من خمس» عطف عليه، ولعل سقوط الواو من الكاتب، ويمكن أن يقال: إنه بدل منه بإعادة الجار، والوجه أن يذهب إلى أن «خلقه» بمعنى مخلوقه، و«من» فيه بيانية، و«من» في «من خمس» متعلق بـ «فرغ» أي فرغ إلى كل عبد كائن من مخلوقه من خمس، و«أثره» أي أثر مشيته في الأرض، لقوله تعالى: ﴿ونَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وآثَارَهُمْ﴾ جمع بين مضجعه وأثره، وأراد سكونه وحركته، ليشتمل جميع أحواله من الحركات والسكنات.
الحديث الثاني عن عائشة ﵂: قوله: «من تكلم في شيء من القدر» قال: «في

2 / 576