Sharh Masa'il Al-Jahiliyyah
شرح مسائل الجاهلية
خپرندوی
دار العاصمة للنشر والتوزيع الرياض
د ایډیشن شمېره
الطبعة الأولى ١٤٢١هـ
د چاپ کال
٢٠٠٥م
ژانرونه
اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ﴾ [البقرة: ١٧٠] فالذي لا يعقل ولا يهتدي ليس محلًا للقدوة، إنما القدوة فيمن يعقل ويهتدي، فالتقليد الأعمى من أمور الجاهلية، وهذا يسمى بالتعصب؛ لأن القدوة هو رسول الله ﷺ ومن اتبعه.
ثم قال الشيخ ﵀: وقال تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾ [لقمان: ٢١] .
وإذا قيل للمشركين والكافرين ﴿اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾ وهو القرآن ﴿قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ﴾ أي يدعو هؤلاء الآباء ﴿إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾ أتتبعونهم للسعير؟ يعني: تقتدون بآبائكم وإن كانوا من أتباع الشيطان، ومآلهم إلى السعير؟ العاقل يجب أنه ينظر في أمره، وفيمن يقلد.
ثم قال الشيخ ﵀: فأتاهم بقوله: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ﴾ [سبأ: ٤٦]، وقوله: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [الأعراف: ٣] .
أي: أتاهم رسول الله ﷺ بهذه الآية، فهم يقولون: نحن
1 / 57