23

Sharh Masa'il Al-Jahiliyyah

شرح مسائل الجاهلية

خپرندوی

دار العاصمة للنشر والتوزيع الرياض

د ایډیشن شمېره

الطبعة الأولى ١٤٢١هـ

د چاپ کال

٢٠٠٥م

ژانرونه

يتجرّأ ويقول: لا تكفر اليهود والنصارى. فهذا خلاف ما جاء به الرسول ﷺ، وخلاف ما جاء به القرآن، وخلاف ملة إبراهيم التي أمرنا باتباعها ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْأِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [التوبة:٢٣] وهؤلاء يقولون: اليهوج والنصارى أهل كتاب وأهل إيمان، وكلها أديان من عند الله، نتفاهم فيما بيننا ونتعاون، ولا تكفرون اليهود والنصارى. هذه دعوة الآن قائمة، وهي قضاء على الولاء والبراء بين المؤمنين والكفار، كل من يؤمن بالرسول محمد ﷺ فهو كافر، سواء كان كتابيًا أو غير كتابي؛ لأنه بعد بعثة الرسول ﷺ لا يسع أحدًا إلا أن يؤمن به، فمن لم يؤمن به فهو كافر، واليهود والنصارى لا يؤمنون بالرسول، فهم كفار، قال ﷺ: "والَّذي نَفْسُ محمَّدٍ بيَدِه لا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هذه الأُمَّةِ وَلاَ نَصرانيٌّ، ثم يَمُوتُ ولم يُؤمِن بالذي أُرْسِلْتُ به إلا كان من أصحاب النَّار" ١فبعد بعثة النبي ﷺ لا يسع أحدًا الخروج عن ملته، حتى إنه قال ﵊: "والله لو كان أخي موسى حيًا ما وسعه إلا اتباعي".

١ أخرجه مسلم (رقم ١٥٣) .

1 / 28