14

Sharh Masa'il Al-Jahiliyyah

شرح مسائل الجاهلية

خپرندوی

دار العاصمة للنشر والتوزيع الرياض

د ایډیشن شمېره

الطبعة الأولى ١٤٢١هـ

د چاپ کال

٢٠٠٥م

ژانرونه

الشرح قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:٥٦]،فالعبادة حق الله جل وعلا، لا يجوز أن يُعبد معه غيره كائنًا من كان، فالجاهلية عكسوا هذا الأمر، فتركوا عبادة الله التي خُلقوا من أجلها، وعبدوا غير الله جل وعلا من الأصنام والأشجار والجن والملائكة والأولياء والصالحين، فصرفوا العبادة لغير الله ﷿، فمنهم من لا يعبدوا الله أصلًا، وهم الكفار، من الملاحدة والدهرية، ومنهم من يعبد اله ويعبد معه غيره. والحكم واحد، فالذي يعبد مع الله غيره كالذي لا يعبد الله أصلًا؛ لأن عبادته باطلة، والله لا يرضى بالشرك، وأيضًا لا بد أن يكون العمل موافقًا لما شرعه الله ﷾، فالله لا يقبل العمل الذي فيه بدعة، كما يقبل العمل الذي فيه شرك، فأعظم أمور الجاهلية: الشرك بالله ﷿ والابتداع. وبدأ الشيخ- ﵀ –بهذه المسألة؛ لأنها أخطر مسائل الجاهلية، ولأنها هي المسألة التي بدأ الرسول صلى لله عليه وسلم في إنكارها، ودعوة الناس إلى تركها، فالرسول أول ما بدأ –كغيره

1 / 19