هذا ولقد وصفها أبو زهرة بأنَّ هذه الطبقة هي التي خدمت الفقه الحنفي، حيث وضعت الأساس لنموه، وأسست للترجيح فيه، والمقايسة بين الآراء، وتصحيح بعضها وتضعيف الآخر، وميزت الكيان الفقهي للمذهب الحنفي^(١).

والذي أميل إليه هو ما انتهى إليه أبو زهرة^(٢)، من جعل الإمام الكرخي من طبقة المجتهدين المنتسبين وقال عنهم: هم الذين اختاروا ما قرره الإمام فيما يخص أصول الاستنباط، وخالفوه في الفروع، وإن انتهوا في فروعهم إلى نتائج متشابهة في الجملة لما وصل إليه الإمام، وهم في الغالب ممن يكون لهم صحبة وملازمة ... ولم يخل عصر من القرون الأولى التي نقلت عصر الأئمة من هذا الصنف، الذي يتقيد بالمنهج،