شرح ما بعد الطبیعة

Ibn Rushd d. 595 AH
69

شرح ما بعد الطبیعة

شرح ما بعد الطبيعة

ژانرونه

فلسفه

قال ارسطو فاذا نظرت الفلسفة فى الامور الظاهرة صار هذا غير داخل فيها ولسنا نقول شيئا فى العلة التى هى مبدا الاستحالة فاذا قصدنا للكلام فى الجوهر قلنا ان جواهر اخر حتى انا ان قلنا ان تلك جواهر هذه كان قولا باطلا فاما انها محيطة فقد كنا قلنا اولا انه ليس بشىء ولا نرا ايضا انها سبب العلوم فلذلك لا نجد شيئا من العقول والطبائع يضع هذه العلة التى ذكرنا فاذا ليس تشبه الانواع شيئا من المبادى ولكن انما صار التعاليم بها لان الفلسفة اذا تكلمت وقتا ما فى شىء ما استعملت هذه من اجل تلك التفسير يريد انه متى ما كانت الفلسفة انما تنظر فى الامور الموجودة وكانت الانواع ليست من الامور الموجودة خارج النفس لم تكن هذه الانواع مما تنظر فيها الفلسفة ومن قبل ذلك ان نظر ناظر فى هذه المحسوسات من قبل هذه الجواهر لم يقدر ان يعطى فيها من قبلها مبدا الاستحالة والتغير الموجود فى هذه الجواهر واذا كان هذا هكذا فمتى سلمنا وجود هذه قلنا انها جواهر اخر واما ان نقول ان هذه هى جواهر هذه المتغيرات فهو قول باطل وانما قال هذا من قبل انه انما ابطل وجودها من جهة وضعهم اياها اسبابا للامور المحسوسة وللعلم نفسه واذا بطل انها ليست اسبابا لم يلزم من ذلك ان يبطل وجودها ولذلك قال فاما انها محيطة فقد قلنا انه ليس بشىء يريد ان وضعهم هذه الجواهر محيطة بالمحسوسات التى هاهنا وحاصرة لها على ما يوجد النوع حاصرا لما تحته فقد قلنا انه ليس بشىء لان الحاصر والمحصور هما والنوع شىء واحد بالعدد فلذلك ان كانت هذه الانواع جواهر مفارقة فهى جواهر اخر غير هذه المحسوسة فاما ان يكون لها مدخل فى وجود الجواهر المحسوسة فلا لا على انها حاصرة للمحسوسات التى هاهنا ولا على انها اسباب لها ولا على انها سبب للعلم الضرورى المدرك فى الموجودات المحسوسة ولذلك قال فى اثر هذا ˺فلذلك لا نجد شيئا من العقول والطبائع يضع هذه العلة التى ذكرنا يريد فلذلك لسنا نقدر ان نضع هذه علة لشىء من العقول التى فى الامور المحسوسة ولا لشىء من الطبائع الموجودة هاهنا ثم قال فاذا ليس تشبه الانواع شيئا من المبادى يريد واذا تقرر هذا فبين ان الانواع ليست تشبه شيئا من المبادى التى للموجودات المحسوسة واذا كان ذلك كذلك فبين انها ليست مبادى لهذه المحسوسات وقوله ولاكن انما صار التعاليم بها لان الفلسفة اذا تكلمت وقتا ما فى شىء ما استعملت هذه من اجل تلك يريد ان الفلسفة انما تستعمل الامور الكلية لتصل بها الى الامور الموجودة بمنزلة ما تستعملها فى الحدود والبراهين وان نظرت فيها من حيث هى احد الموجودات فانما تنظر فيها من اجل الامور الموجودة اذ كان العلم بها يقود العقل ويعرفه الصواب عند النظر فى الموجودات ومن قبل هذه صارت البراهين الماخوذة بهذا النحو من مقدمات منطقية لا من مقدمات ذاتية ومناسبة

[45] Textus/Commentum

مخ ۱۴۹