222

شرح ما بعد الطبیعة

شرح ما بعد الطبيعة

ژانرونه

فلسفه

قال ارسطاطاليس وفى هذه الاشياء ايضا تحير اخر فانه ان كان هو هو الانف الافطس والانف العميق فهو هو اذا الافطس والعميق الساقين والا فانه لا يمكن ان يقال الافطس بذاته من غير الشىء الذى هو انفعال له وان الافطس عمق فى الانف اما الا يمكن ان يقال انف افطس واما ان يكون قد قيل الشىء الواحد مرتين واما ان يكون اما انف واما افطس ولذلك لا يحق ان يكون لمثل هذه ما هو بالانية والا فانما يذهب الى ما لا نهاية انف انف حتى لا يكون بعد شىء اخر فبين ان الحد انما هو للجواهر فقط التفسير لما كان قد عرف ان الحد الحقيقى انما هو للجواهر من قبل ان لها اجناسا وفصولا وليس يوجد فى حدها زيادة وان الاعراض ليس لها حدود من قبل ان حدودها تدخل فيها حدود موضوعاتها وهى ليست باجناس لها وانما هى طبائع اخر غيرها وكانت الاعراض مع موضوعاتها صنفين اما اعراض هى فى موضوعات بالعرض مثل البياض للانسان واما اعراض هى فى موضوعات بالذات مثل الفطس فى الانف والذكورة فى الحيوان وكان الصنف الاول من الاعراض اعنى الذى هو فى موضوعات غير محصلة ليس له حد اصلا لا بمعنى متقدم ولا بمعنى متاخر اذ كان الحد انما يدل على امور محصلة للمحدود وكان لمن نظر الى مثل هذا النوع من الاعراض دون غيره ان ينفى الحدود عن الاعراض اصلا وكان لمن نظر ايضا الى الاعراض التى لها موضوعات ذاتية ان يثبت لها الحدود باطلاق فلهذا لما ابتدا فعرف ان الحد للجواهر بين ايضا ان الاعراض ليس تخلوا من ان يوجد لها من معنى الحد شىء وان الشك الذى يدخل فى ذلك من قبل الاعراض التى هى فى موضوعات بالعرض ينحل من قبل هذا اعنى اذا اخذت فى موضوعاتها الذاتية لانه يوجد لها اسماء تدل على الامرين جميعا مثل الفطس ولما كان لقائل ان يقول فى مثل هذه الاعراض انه يوجد لها حد الجوهر وانها بمنزلة الفصول لموضوعاتها وموضوعاتها بمنزلة الاجناس اخذ ايضا يبين المحالات التى تعرض لهذا الوضع فقال وفى هذه الاشياء تحير اخر فانه ان كان هو هو الانف الافطس والانف العميق فهو هو اذن الافطس والعميق الساقين يريد والتحير هو ان يقول قائل ان الفطس هو فصل جوهرى للانف وان المجتمع منهما هو شىء واحد كالحال فى الفصل مع جنسه فان قائل هذا القول يلزمه ان يكون الانف الافطس والانف العميق شيئا واحدا بعينه لان العمق يكون فصلا جوهريا فى الانف فيكون الانف العميق بعينه هو الانف الافطس الا انه ان كان ذلك كذلك لزم ان يكون الساقان العميقة والانف الافطس شيئا واحدا بعينه اعنى نوعا واحدا بعينه لان موضوع العمق بمنزلة الجنس للعمق والعمق بمنزلة الفصل فيكون كل ما يوجد فيه العمق هو نوع واحد كما ان كل ما يتقوم بفصل واحد فهو نوع واحد وهذا هو الذى دل عليه بقوله فهو هو اذا الافطس والعميق الساقين˹ وقوله والا فانه لا يمكن ان يقال الافطس بذاته من غير الشىء الذى هو انفعال له يريد وانما لزم هذا قائل هذا القول لانه ليس يمكنه ان يدعى ان الفطس شىء قائم بذاته من غير موضوع وقوله وان الافطس عمق فى الانف اما الا يمكن ان يقال انف افطس واما ان يكون قد قيل الشىء الواحد مرتين واما ان يكون اما انف واما افطس يريد وان كان الفطس يدل على عمق فى الانف وهو يدل من مجموعهما على نوع واحد اعنى دلالة الاسم على المجتمع من الفصل والجنس مثل دلالة الانسان على الحيوان الناطق فانه يجب الا يوصف الانف بالفطس فيقال انف افطس لانه ان وصف لزم اما ان يذكر الشىء الواحد مرتين فيكون قولنا انف افطس بمنزلة قولنا انف انف او قولنا حيوان انسان او يكون الافطس يدل على شىء مقابل لما يدل عليه الانف ان كان الفطس معنى قائما بذاته غير الانف وهذا هو الذى دل عليه بقوله واما ان يكون اما انف واما افطس˹ وانما كان هذا لازما اذا كان العمق فصلا جوهريا لان الانف يكون له بمنزلة الجنس فيكون اسم الفطس يتناوله بصيغته كما يتناول الجنس اسم النوع المركب من الجنس والفصل فاذا وصف به الانف لزم التكرار وليس يلزم ذلك اذا كان العمق عرضا فى الانف لان اسم الفطس انما يتناول الانف بطريق اللزوم والتضمين فاذا صرح به لم يلزم عنه محال اعنى اذا قيل انف افطس اعنى ان دلالة الافطس على الانف اذا كان العمق فيه عرضا كانت بالقوة فاذا صرح فيه بالفعل لم يلزم عنه محال واما لو كان العمق جوهريا فى الانف لكان اسم الفطس يتناول الانف بالفعل فلو وصف به لكان قولنا انف افطس مثل قولنا انف انف ولذلك قال ولذلك لا يجوز ان يكون لمثل هذه ما هو بالانية والا فانما يذهب الى ما لا نهاية انف انف حتى لا يكون بعده شىء اخر يعنى انه ان كان لهذا حد صحيح لزم ان يكون للانف انف وللانف انف حتى يمر ذلك الى غير نهاية حتى لا يمكن ان يوجد انف ليس بعده انف اخر وهو الذى دل عليه بقوله حتى لا يكون بعده شىء اخر˹ ولما بين انه يلزم عن هذه الاقاويل مثل هذا الهذيان قال فبين ان الحد انما هو للجواهر فقط اى لمكان المحال الذى ذكرنا

مخ ۸۱۷