211

شرح ما بعد الطبیعة

شرح ما بعد الطبيعة

ژانرونه

فلسفه

قال ارسطاطاليس وقد قلنا اولا فى هذا فى بعض اقاويلنا قولا منطقيا انه شىء يدل عليه بما انية الشىء وهو الذى يقال بذاته فان كون الشىء فى مكان ليس هو انه موسقوس وذلك ان الموسقس والاين ليس واحدا بذاته ولا هذا كلى ولا الذى بذاته على هذه الحال مثل الابيض للسطح فان انية السطح ليست انية البياض وايضا ليس هو الذى من كليهما اى سطحا ابيض وذلك للزيادة التى فى حده فالكلمة التى ليس فيها هو لقائل ما هو هذه كلمة لم الشىء بانيته فى كل واحد من الاشياء فاذا ان كان انية السطح الابيض هو انية السطح الاملس فالبياض والملاسة شىء واحد هو هو التفسير انه كما قلنا لما كان اكثر ما يفحص عنه فى هذا العلم هى من المقدمات المنطقية وكان احد المقدمات المنطقية ما قيل فى صناعة المنطق من ان جوهر الشىء هو الذى يجاب به فى جواب ما هذا الشىء اعنى شخص الجوهر قال وقد قلنا اولا فى هذا فى بعض اقاويلنا قولا منطقيا انه شىء يدل عليه بما انية الشىء يريد وقد رسمنا هذا الجوهر فى بعض اقاويلنا رسما منطقيا انه الشىء الذى يدل عليه القول المعطى انية الشىء الذى هو الحد وقوله وهو الذى يقال بذاته اى وهو الذى يحمل بالذات واشار بذلك الى الصنف الاول من المحمولات الذاتية وهو الذى المحمول فيه موجود فى جوهر الموضوع وهو الحد لانه قد تبين ان هذه المحمولات ثلثة جنس وفصل وحد جامع لهما والذى يدل عليه هذا الحد هو جوهر الشىء الذى هو والشىء واحد بعينه وبالجملة فالمحمولات الذاتية اى الجوهرية هى التى تتحد بالموضوع وتتحد بعضها ببعض والاعراض بخلاف هذا ولما عرف من امر هذا الجوهر انه الشىء الذى تدل عليه الحدود واجزاء الحدود وان المحمولات التى تاتلف منها الحدود هى التى تتحد بالمحدود وتتحد بعضها ببعض اخذ يخبر بالعلة التى من قبلها لم تكن الاقاويل التى تدل على الشىء المشار اليه بامر خارج عن ذاته يجاب بها فى جواب ما هو ولا كانت حدودا ولا اجزاء حدود فقال فان كون الشىء فى مكان ليس هو انه موسقس وذلك ان الموسقس والاين ليس واحدا بذاته يريد وانما وجب ان لا تكون حدودا ما دل على الشىء بامر خارج عن ذاته اعنى بعرض من الاعراض الموصوف بها لانه لو كان ذلك كذلك للزم ان تكون الاعراض المحمولة على الشىء من طبيعة واحدة لانا نجد الشىء الواحد بعينه يتصف باعراض كثيرة وليس الشىء المجتمع منهما واحدا الا بالعرض والحد قد قيل فيه انه يعرف جوهر الشىء والشىء المجتمع منهما واحد بالذات فان كانت الاعراض الموجودة للشىء المختلفة تعرف جوهر الشىء الواحد فهى من طبيعة واحدة وهذا هو الذى دل عليه بقوله فان كون الشىء فى مكان ليس هو انه موسقس وذلك ان الموسقس والاين ليس واحدا بذاته يريد ولو كان جوهر الشىء المشار اليه انه فى مكان اعنى مثل ان يسئل سائل ما هو هذا المشار اليه فاجابه مجيب بانه انسان فى مكان على انه حد له لامكن ان يجيبه اخر بانه موسقس على ان هذا حد له ايضا ولو كان ذلك كذلك لامكن ان تكون طبيعة الموسقس والاين شيئا واحدا بعينه وكون الشىء فى مكان ليس هو كونه موسقس وبالجملة فيلزم هذا الوضع ان تكون المقولات التسع كلها من طبيعة واحدة وهى طبيعة الجوهر لانها تكون فصولا جوهرية ولذلك قال فان كون الشىء فى مكان ليس هو كونه موسقوس˹ وقوله ولا هذا كلى يعنى ولا امثال هذه المحمولات اذا حملت على الجوهر كانت من المحمولات الكلية التى رسمت فى كتاب البرهان او يريد انها لا تكون من الكليات الجوهرية على ما رسم فى كتاب المقولات ولما كانت الاقاويل المؤلفة من الاعراض تاليف تقييد بعضها مقيد ببعض بالعرض وبعضها بالذات اعنى بالنوع الثانى من المحمولات الذاتية التى عددت فى كتاب البرهان اعنى الذى يوخذ الموضوع فى جوهر المحمول وكان قد عرف ان التى بالعرض ليس الذى تدل عليه جوهرا اخذ يعرف انه ولا الاقاويل المقيدة من اعراض ذاتية تدل على هذا الشىء الذى هو ماهية الجواهر المحسوسة فقال ولا الذى بذاته على هذه الحال مثل الابيض للسطح يريد ولا الشىء الذى يدل عليه حد الجوهر وهو الموجود بذاته هو مثل الشىء الذى يدل عليه قولنا سطح ابيض ثم قال فان انية السطح ليست هى انية البياض يريد فان البياض ليس ماهية السطح فى قولنا سطح ابيض كما ان النطق هو ماهية الحيوان فى قولنا حيوان ناطق ثم قال وايضا ليس هو الذى من كليهما يريد ولا الذى يدل عليه هذا القول هو شىء واحد مركب من كليهما كما ان الذى يدل عليه قولنا حيوان ناطق هو شىء واحد مركب من كليهما وهو الانسان وقوله وذلك للزيادة التى فى حده يريد ان المركب من شيئين لما كان حده يا تلف من حدى ذينك الشيئين لزم ان يكون حد الابيض مولفا من حد البياض وحد موضوع البياض ولما كان حد البياض يوخذ فيه حد موضوعه لزم ان يذكر فى حد الابيض حد موضوعه مرتين فهذه هى الزيادة الماخوذة فى حد الابيض وليس يعرض ذلك فى المركبات من الجواهر مثال ذلك ان الانسان مركب من الحيوانية والنطق وحده مركب من حديهما وليس يعرض فى ذلك التكرار الذى يعرض فى المركب من جوهر وعرض وقوله فالكلمة التى ليس فيها هو لقائل ما هو هذه الكلمة لم الشىء بانيته فى كل واحد من الاشياء يريد ان الحد التام هو القول الذى اذا وفاه موف لم تكن فيه هوية بالفعل يسئل عنها بحرف ما هو اذ كان قد اتى فيه بالماهية التى هى نفس وجود ذلك الشىء ولم يكن فيه هوية زائدة على هويته وهذا هو الفرق بين حدود الجواهر وحدود الاعراض فكانه قال فالقول الذى ليس يوجد فيه هوية يسئل عنها بحرف ما هو هو الحد التام المعطى سبب الشىء الذى هو ماهيته فى كل واحد من الاشياء وقوله بعد ذلك ˺وذلك انه ان كان انية السطح الابيض هو انية السطح الاملس فالبياض والملاسة شىء واحد هو هو يريد ولو انزل منزل ان ماهية السطح هى البياض او ماهية البياض وكان السطح يوصف باوصاف كثيرة مختلفة للزم ان تكون تلك الاوصاف كلها شيئا واحدا ويكون المجموع منها شيئا واحدا فكان يكون البياض والملاسة وغير ذلك من الاوصاف التى نصف بها السطح شيئا واحدا بخلاف الامر فى المحمولات الجوهرية فان النطق هو فصل جوهرى موجود فى ماهية الحيوان الناطق

مخ ۷۸۹