قال ارسطاطاليس واما ان ليس للعرض علم ثابت فبين وذلك ان كل علم ثابت هو اما للذى هو ابدا واما للذى هو اكثر ذلك فانه كيف يمكن ان يتعلم او يعلم ما ليس كذلك وانما ينبغى ان يحد اما الذى هو ابدا او الذى اكثر ذلك مثل ان الشراب المسمى كذا نافع للمحمومين اكثر ذلك وليس يمكن ان يقال فى وقت ما شىء غير هذا مثل تجدد الشهر فانه ابدا او اكثر ذلك ولا ما لتجديد الشهر والعرض شىء غير هذه لتفسير لما بين ان ما بالعرض ليس له طبيعة محدودة اذ ليس له علة محدودة اخذ يبين انه يلزم عن ذلك ان لا يكون لما بالعرض علم ولا يفحص عنه صناعة فقال واما ان ليس للعرض علم ثابت فبين وذلك ان كل علم ثابت هو اما للذى هو ابدا واما للذى هو اكثر ذلك˹ وانما زاد فى قوله ˺علم ثابت˹ لان ما بالعرض يعلم اذا وقع لكن لا علم ثابت لان العلم انما يثبت للمعلوم من قبل علته ومعنى الثبوت هو حكمنا بانه متى وجدت العلة وجد المعلول وذلك اما باضطرار واما اكثر ذلك ولذلك ليس يمكن ان يكون لنا فى هذا الجنس معرفة بما يمكن ان يحدث ويقع بها اشياء هى من قبيل الاشياء التى تعرض بالاتفاق وقوله ان العلم الثابت انما يكون للامر الضرورى او الامر الاكثرى هو امر معروف بنفسه وانه ليس يمكن ان يتعلم ولا ان يعلم ما ليس باحدى هاتين الحالتين وذلك انه كما قال كلما يحد بحد او يوصف بصفة فاما ان تكون تلك الصفة له ضرورية واما اكثرية مثل ما نقول فى شراب السكنجبين انه نافع للمحمومين لان نفعه لهم هو على الاكثر ولو كان ينفعهم ولا ينفعهم على السواء او كان ينفعهم على الاقل لم يكن لنا علم ثابت فى نفعه او ضره ولم نكن نشير به على احد وقوله وليس يمكن ان يقال فى وقت ما شىء غير هذا مثل تجدد الشهر فانه ابدا او اكثر ذلك ولا ما لتجديد الشهر والعرض شىء غير هذه˹ كذا وقع ومعناه ان تحديد الشهر اى انقضاؤه هو ضرورى وليس تحديده اكثرى وما بالعرض فهو لا ضرورى ولا اكثرى
مخ ۷۲۸