182

شرح ما بعد الطبیعة

شرح ما بعد الطبيعة

ژانرونه

فلسفه

قال ارسطو الكذب يقال بنوع واحد مثل شىء كاذب وبعض هذا بانه ليس بمركب او لانه لا يمكن ان يركب كمثل ما يقال ان خط القطر مساو لخط الضلع او انك جالس فان احدهما كذب ابدا والاخر فى وقت ما وهذه ليست شيئا واحدا هو هو وبعضه مثل الاشياء التى لا تظهر مثل ما هى فى طبعها او تظهر ما ليس هو مثل تخيل الظل والاحلام فان هذه شىء ما لاكنها ليست الاشياء التى تصور فى الوهم فالاشياء تقال كذب على مثل هذه الحال اما لانها ليس واما لان التصور الذى يكون فى الوهم منها ليس لشىء هو ويقال قول كاذب الذى من التى ليس بانه كاذب ولذلك كل قول يقال على شىء اخر هو كذب ما خلا اذا قيل على الشىء الذى هو له حق مثل قول الدائرة كاذب على المثلث وكلمة كل واحد من الاشياء الدالة على ما انية الشىء ربما هى مثل واحد وربما هى مثل كثير وذلك انها والشىء المنفعل شىء واحد وهو هو بنوع ما مثل سقراطيس وسقراطيس الموسقوس واما القول الكاذب فليس هو قولا لشىء ولذلك كان انطيانس يرى انه لا ينبغى ان يقال شىء البتة ما خلا ما يقال بالقول الخاص الذى للواحد من الواحد وكان يعرض من هذه الا يكون القول البتة ولا كذب ايضا فانه يمكن ان يقال كل واحد انه كذب البتة ليس بكلمته فقط بل وبكلمة غيره ايضا بنوع ما وبنوع اخر يمكن ان يقال انه حق ايضا مثل الثمانية فانها مضعفة بكلمة الاثنين فبعض الاشياء تقال كذب بهذا النوع وهى جميع التى تصور صورة كاذبة فى الوهم ولذلك قيل فى قول ابيس ان الكاذب والصادق هو واحد فانه ياخذ كاذب الذى يقوى على ان يكذب وهذا هو العاقل الذى عنده معرفة وايضا ياخذ ان فاعل الرداءة طوعا اجود وهذا كذب وهو ياخذ ذلك بما يتلوا من القول وهو يقول ان الذى يخمع طوعا اجود من الذى يخمع كرها وانما اعنى بنوع التشبه والا فان الذى يخمع طوعا اشر مثل الاشياء التى تقال فى الاخلاق التفسير قوله الكاذب يقال بنوع واحد مثل شىء كاذب وبعض هذا بانه ليس بمركب او لانه لا يمكن ان يركب كمثل ما يقال ان خط القطر مساو لخط اخر او انك جالس فان احدهما كاذب ابدا والاخر فى وقت ما يريد والكاذب يقال على كل ما يطابق حد الممكن وهو ان يعتقد فى الشىء على خلاف ما هو عليه وهذا ضربان اما ممكن ان يعود صادقا مثل قولنا فى زيد انه قائم فى وقت قعوده فان هذا كذب ولكنه ممكن ان يعود صدقا واما مستحيل مثل قولنا ان خط القطر مشارك للضلع وقوله وهذه ليست شيئا واحدا هو هو يعنى به الكاذب الممكن والكاذب المستحيل اى انهما طبيعتان مختلفتان ثم قال وبعضه مثل الاشياء التى لا تظهر مثل ما هى فى طبعها او تظهر مثل ما ليس هو مثل تخيل الظل والاحلام يريد والكذب ايضا يقال على الاشياء التى تتصور على غير ما هى عليه فى الوجود او تتصور فيما ليس بموجود اصلا وهذا النوع من الكذب هو فى التصور والاول فى التصديق وقوله مثل تخيل الظل والاحلام يريد مثل ما يتصور فى الاحلام ومثل ما يتخيل فى اظلال الاشياء انها الاشياء او تتخيل فيها الاشياء على غير ما هى عليه وقوله فان هذه شىء ما لكنها ليست الاشياء التى تتصور فى الوهم يريد فان هذه التخاييل هى اشياء ما موجودة اذ كان وجودها فى الذهن لا كن ما يتصور منها فى الوهم غير موجود خارج النفس ثم قال فالاشياء تقال كذب على مثل هذه الحال اما لانها ليس واما لان التصور الذى يكون فى الوهم منها ليس لشىء هو يريد فالكذب يقال على نوعين اما فى التصديق فهو الاعتقاد لما ليس بموجود انه موجود او بالعكس اعنى الكذب الذى يكون فى التركيب واما فى التصور فذلك بان يتصور الشىء على غير ما هو عليه او يتصور وجود ما ليس بموجود ثم قال ويقال قول كاذب الذى من التى ليس بانه كاذب ولذلك كل قول يقال على شىء اخر هو كاذب ما خلا اذا قيل على الشىء الذى هو له حق مثل قول الدائرة كاذب على المثلث يريد وقد يقال الكذب على الاقاويل الصادقة اذا قيلت على غير الاشياء التى تصدق عليها مثل حد الدائرة فانه يكذب على المثلث وعلى كل ما عدى الدائرة من الاشكال المسطحة وكانه اراد ان يعلم ان الكذب الذى فى التصور نوعان نوع ليس يصدق على شىء اصلا وهو الكاذب بالذات ونوع اذا حمل على ما هو له حد صدق واذا وصف به غيره كذب وهذا كانه كاذب بالعرض وقوله وكلمة كل واحد من الاشياء الدالة على ما انية الشىء ربما هى مثل واحد وربما هى مثل كثير يريد والحدود الدالة على انية الشىء وجوهره ربما دلت من المحدود على معنى واحد وهى حدود الجواهر وربما دلت من الشىء على معنى اكثر من واحد وهى حدود الاعراض وذلك ان الاعراض يؤخذ فى حدودها الموضوعات التى هى فيها فتكون حدودها مركبة من اكثر من طبيعة واحدة ولذلك قال وذلك انها والشىء المنفعل شىء واحد هو هو بنوع ما يريد وذلك ان الاعراض والاشياء القابلة لها هى شىء واحد بوجه ما ولذلك كان لها حد ما على ما سنبين بعد وقوله مثل سقراط وسقراط الموسيقوس يريد مثل حد سقراط الموسيقوس فانه مركب من سقراط والموسيقوس ثم قال واما القول الكاذب فليس هو قولا لشىء يريد والحدود الكاذبة بالذات هى التى ليست حدودا لشىء اصلا ثم قال ولذلك كان انطيانس يرى انه لا ينبغى ان يقال شىء البتة ما خلا ما يقال بالقول الخاص الذى للواحد من الواحد يريد ولذلك كان يرى فلان انه لا ينبغى ان يحد شىء البتة ولا ان يدل عليه الا بلفظ واحد يدل منه على معنى واحد لانه كان يرى ان الصدق لواحد مع واحد فاذا ليس تصدق اصلا حدود المعانى العامة على الخاصة ثم قال وكان يعرض من هذه الا يكون القول البتة ولا كذب ايضا يريد ولا كن يعرض من هذا الا يوجد قول كاذب اصلا فضلا عن صادق وانما قال ذلك لان القول الذى هو جنس الصادق والكاذب انما هو من التركيب فاذا لم يكن هاهنا تركيب لم يكن هاهنا لا صادق ولا كاذب ثم قال فانه يمكن ان يقال كل واحد انه كذب البتة ليس بكلمته فقط بل وبكلمة غيره ايضا بنوع ما يريد فانه يلزم على هذا القول ان تكون الاشياء كلها كاذبة ليس من قبل حدودها فقط بل ومن قبل حدود غيرها لكون جميع الحدود تتركب من كثرة ولما كان من الاشياء ما تكذب حدودها على حدود الغير ومنها ما تصدق عليه وهى حدود الاشياء التى توخذ اجزاء حدود لاشياء اخر وكان بهذا ينحل هذا الشك قال وبنوع اخر يمكن ان يقال انه حق ايضا مثل الثمانية فانها مضاعفة بكلمة الاثنين يريد وليس قولنا ان حدود الغير تكذب على الشىء بقول صادق بل بنوع ما تكذب وبنوع ما تصدق مثل الثمانية فانه يؤخذ فى حدها حد الاثنين اذا قيل فيها انها التى قامت من ضرب اثنين فى اربعة وبنوع ما لا يصدق فان الاثنين غير الثمانية ثم قال فبعض الاشياء تقال كذب بهذا النوع وهى جميع التى تصور صورة كاذبة فى الوهم يريد فبعض ما يقال عليه الكذب يقال فيه انه كذب من جهة انه تصور كاذب وبعضه من جهة انه اعتقاد كاذب وقوله ولذلك قيل فى قول فلان ان الكاذب والصادق هو واحد يريد ولذلك كان هذا الرجل يغالط فى هذا الموضع فيقول ان الذى يكذب ويصدق فى الشىء الواحد بعينه هو انسان واحد بعينه ثم اخذ فى جواب هذا الرجل فقال فانه ياخذ كاذب الذى يقوى على ان يكذب يريد وسبب غلط هذا الرجل بان الصادق بعينه هو كاذب وان الكاذب بعينه هو صادق انه ظن ان الصادق بالقوة والفعل شىء واحد وكذلك الكاذب فاذا اخذ بدل القوة الفعل تصور الكاذب بالقوة والفعل شيئا واحدا وقوله وهذا هو العاقل الذى عنده معرفة يريد والكاذب بالقوة هو العاقل الذى عنده معرفة واما الكاذب بالفعل فليس عنده معرفة ثم قال وايضا ياخذ ان فاعل الرداءة طوعا اجود وهذا كذب يريد ومثال هذا فى الكذب ما ياخذ هذا الرجل ان فاعل الرداءة تطوعا اجود من فاعلها كرها وذلك انه كان ياخذ ان الذى يفعل طوعا افضل ممن يفعل كرها ففاعل الشىء طوعا افضل من فاعله كرها وهذا هو الذى دل عليه بقوله وهو ياخذ ذلك بما يتلو من القول ويقول ان الذى يخمع طوعا اجود من الذى يخمع كرها˹ وهذا كذب يريد وهو يحتج لهذا بالاستقراء وهو قوله ان الذى يعتنى طوعا افضل من الذى يعتنى كرها وان الذى يخضع طوعا اجود من الذى يخضع كرها وهذا كذب وقوله وانما اعنى بنوع التشبه يريد ان فعل الرداءة طوعا انما صار اردى لان ما يفعل طوعا يكون احكم للتشابه الذى بين الاشياء التى تفعل طوعا اعنى انه يجود فعلها سواء كانت شرورا او خيرات وقوله والا فان الذى يخمع طوعا اشر مثل الاشياء التى تقال فى الاخلاق يريد ان اطلاقنا القول بان كل ما يفعل طوعا اجود كذب فان الذى يفعل الشر طوعا اشر من الذى يفعله كرها على ما قيل فى علم الاخلاق

˺القول

[٢٦] فى العرض˹

[35] Textus/Commentum

مخ ۶۹۲