قال ارسطو الكذب يقال بنوع واحد مثل شىء كاذب وبعض هذا بانه ليس بمركب او لانه لا يمكن ان يركب كمثل ما يقال ان خط القطر مساو لخط الضلع او انك جالس فان احدهما كذب ابدا والاخر فى وقت ما وهذه ليست شيئا واحدا هو هو وبعضه مثل الاشياء التى لا تظهر مثل ما هى فى طبعها او تظهر ما ليس هو مثل تخيل الظل والاحلام فان هذه شىء ما لاكنها ليست الاشياء التى تصور فى الوهم فالاشياء تقال كذب على مثل هذه الحال اما لانها ليس واما لان التصور الذى يكون فى الوهم منها ليس لشىء هو ويقال قول كاذب الذى من التى ليس بانه كاذب ولذلك كل قول يقال على شىء اخر هو كذب ما خلا اذا قيل على الشىء الذى هو له حق مثل قول الدائرة كاذب على المثلث وكلمة كل واحد من الاشياء الدالة على ما انية الشىء ربما هى مثل واحد وربما هى مثل كثير وذلك انها والشىء المنفعل شىء واحد وهو هو بنوع ما مثل سقراطيس وسقراطيس الموسقوس واما القول الكاذب فليس هو قولا لشىء ولذلك كان انطيانس يرى انه لا ينبغى ان يقال شىء البتة ما خلا ما يقال بالقول الخاص الذى للواحد من الواحد وكان يعرض من هذه الا يكون القول البتة ولا كذب ايضا فانه يمكن ان يقال كل واحد انه كذب البتة ليس بكلمته فقط بل وبكلمة غيره ايضا بنوع ما وبنوع اخر يمكن ان يقال انه حق ايضا مثل الثمانية فانها مضعفة بكلمة الاثنين فبعض الاشياء تقال كذب بهذا النوع وهى جميع التى تصور صورة كاذبة فى الوهم ولذلك قيل فى قول ابيس ان الكاذب والصادق هو واحد فانه ياخذ كاذب الذى يقوى على ان يكذب وهذا هو العاقل الذى عنده معرفة وايضا ياخذ ان فاعل الرداءة طوعا اجود وهذا كذب وهو ياخذ ذلك بما يتلوا من القول وهو يقول ان الذى يخمع طوعا اجود من الذى يخمع كرها وانما اعنى بنوع التشبه والا فان الذى يخمع طوعا اشر مثل الاشياء التى تقال فى الاخلاق التفسير قوله الكاذب يقال بنوع واحد مثل شىء كاذب وبعض هذا بانه ليس بمركب او لانه لا يمكن ان يركب كمثل ما يقال ان خط القطر مساو لخط اخر او انك جالس فان احدهما كاذب ابدا والاخر فى وقت ما يريد والكاذب يقال على كل ما يطابق حد الممكن وهو ان يعتقد فى الشىء على خلاف ما هو عليه وهذا ضربان اما ممكن ان يعود صادقا مثل قولنا فى زيد انه قائم فى وقت قعوده فان هذا كذب ولكنه ممكن ان يعود صدقا واما مستحيل مثل قولنا ان خط القطر مشارك للضلع وقوله وهذه ليست شيئا واحدا هو هو يعنى به الكاذب الممكن والكاذب المستحيل اى انهما طبيعتان مختلفتان ثم قال وبعضه مثل الاشياء التى لا تظهر مثل ما هى فى طبعها او تظهر مثل ما ليس هو مثل تخيل الظل والاحلام يريد والكذب ايضا يقال على الاشياء التى تتصور على غير ما هى عليه فى الوجود او تتصور فيما ليس بموجود اصلا وهذا النوع من الكذب هو فى التصور والاول فى التصديق وقوله مثل تخيل الظل والاحلام يريد مثل ما يتصور فى الاحلام ومثل ما يتخيل فى اظلال الاشياء انها الاشياء او تتخيل فيها الاشياء على غير ما هى عليه وقوله فان هذه شىء ما لكنها ليست الاشياء التى تتصور فى الوهم يريد فان هذه التخاييل هى اشياء ما موجودة اذ كان وجودها فى الذهن لا كن ما يتصور منها فى الوهم غير موجود خارج النفس ثم قال فالاشياء تقال كذب على مثل هذه الحال اما لانها ليس واما لان التصور الذى يكون فى الوهم منها ليس لشىء هو يريد فالكذب يقال على نوعين اما فى التصديق فهو الاعتقاد لما ليس بموجود انه موجود او بالعكس اعنى الكذب الذى يكون فى التركيب واما فى التصور فذلك بان يتصور الشىء على غير ما هو عليه او يتصور وجود ما ليس بموجود ثم قال ويقال قول كاذب الذى من التى ليس بانه كاذب ولذلك كل قول يقال على شىء اخر هو كاذب ما خلا اذا قيل على الشىء الذى هو له حق مثل قول الدائرة كاذب على المثلث يريد وقد يقال الكذب على الاقاويل الصادقة اذا قيلت على غير الاشياء التى تصدق عليها مثل حد الدائرة فانه يكذب على المثلث وعلى كل ما عدى الدائرة من الاشكال المسطحة وكانه اراد ان يعلم ان الكذب الذى فى التصور نوعان نوع ليس يصدق على شىء اصلا وهو الكاذب بالذات ونوع اذا حمل على ما هو له حد صدق واذا وصف به غيره كذب وهذا كانه كاذب بالعرض وقوله وكلمة كل واحد من الاشياء الدالة على ما انية الشىء ربما هى مثل واحد وربما هى مثل كثير يريد والحدود الدالة على انية الشىء وجوهره ربما دلت من المحدود على معنى واحد وهى حدود الجواهر وربما دلت من الشىء على معنى اكثر من واحد وهى حدود الاعراض وذلك ان الاعراض يؤخذ فى حدودها الموضوعات التى هى فيها فتكون حدودها مركبة من اكثر من طبيعة واحدة ولذلك قال وذلك انها والشىء المنفعل شىء واحد هو هو بنوع ما يريد وذلك ان الاعراض والاشياء القابلة لها هى شىء واحد بوجه ما ولذلك كان لها حد ما على ما سنبين بعد وقوله مثل سقراط وسقراط الموسيقوس يريد مثل حد سقراط الموسيقوس فانه مركب من سقراط والموسيقوس ثم قال واما القول الكاذب فليس هو قولا لشىء يريد والحدود الكاذبة بالذات هى التى ليست حدودا لشىء اصلا ثم قال ولذلك كان انطيانس يرى انه لا ينبغى ان يقال شىء البتة ما خلا ما يقال بالقول الخاص الذى للواحد من الواحد يريد ولذلك كان يرى فلان انه لا ينبغى ان يحد شىء البتة ولا ان يدل عليه الا بلفظ واحد يدل منه على معنى واحد لانه كان يرى ان الصدق لواحد مع واحد فاذا ليس تصدق اصلا حدود المعانى العامة على الخاصة ثم قال وكان يعرض من هذه الا يكون القول البتة ولا كذب ايضا يريد ولا كن يعرض من هذا الا يوجد قول كاذب اصلا فضلا عن صادق وانما قال ذلك لان القول الذى هو جنس الصادق والكاذب انما هو من التركيب فاذا لم يكن هاهنا تركيب لم يكن هاهنا لا صادق ولا كاذب ثم قال فانه يمكن ان يقال كل واحد انه كذب البتة ليس بكلمته فقط بل وبكلمة غيره ايضا بنوع ما يريد فانه يلزم على هذا القول ان تكون الاشياء كلها كاذبة ليس من قبل حدودها فقط بل ومن قبل حدود غيرها لكون جميع الحدود تتركب من كثرة ولما كان من الاشياء ما تكذب حدودها على حدود الغير ومنها ما تصدق عليه وهى حدود الاشياء التى توخذ اجزاء حدود لاشياء اخر وكان بهذا ينحل هذا الشك قال وبنوع اخر يمكن ان يقال انه حق ايضا مثل الثمانية فانها مضاعفة بكلمة الاثنين يريد وليس قولنا ان حدود الغير تكذب على الشىء بقول صادق بل بنوع ما تكذب وبنوع ما تصدق مثل الثمانية فانه يؤخذ فى حدها حد الاثنين اذا قيل فيها انها التى قامت من ضرب اثنين فى اربعة وبنوع ما لا يصدق فان الاثنين غير الثمانية ثم قال فبعض الاشياء تقال كذب بهذا النوع وهى جميع التى تصور صورة كاذبة فى الوهم يريد فبعض ما يقال عليه الكذب يقال فيه انه كذب من جهة انه تصور كاذب وبعضه من جهة انه اعتقاد كاذب وقوله ولذلك قيل فى قول فلان ان الكاذب والصادق هو واحد يريد ولذلك كان هذا الرجل يغالط فى هذا الموضع فيقول ان الذى يكذب ويصدق فى الشىء الواحد بعينه هو انسان واحد بعينه ثم اخذ فى جواب هذا الرجل فقال فانه ياخذ كاذب الذى يقوى على ان يكذب يريد وسبب غلط هذا الرجل بان الصادق بعينه هو كاذب وان الكاذب بعينه هو صادق انه ظن ان الصادق بالقوة والفعل شىء واحد وكذلك الكاذب فاذا اخذ بدل القوة الفعل تصور الكاذب بالقوة والفعل شيئا واحدا وقوله وهذا هو العاقل الذى عنده معرفة يريد والكاذب بالقوة هو العاقل الذى عنده معرفة واما الكاذب بالفعل فليس عنده معرفة ثم قال وايضا ياخذ ان فاعل الرداءة طوعا اجود وهذا كذب يريد ومثال هذا فى الكذب ما ياخذ هذا الرجل ان فاعل الرداءة تطوعا اجود من فاعلها كرها وذلك انه كان ياخذ ان الذى يفعل طوعا افضل ممن يفعل كرها ففاعل الشىء طوعا افضل من فاعله كرها وهذا هو الذى دل عليه بقوله وهو ياخذ ذلك بما يتلو من القول ويقول ان الذى يخمع طوعا اجود من الذى يخمع كرها˹ وهذا كذب يريد وهو يحتج لهذا بالاستقراء وهو قوله ان الذى يعتنى طوعا افضل من الذى يعتنى كرها وان الذى يخضع طوعا اجود من الذى يخضع كرها وهذا كذب وقوله وانما اعنى بنوع التشبه يريد ان فعل الرداءة طوعا انما صار اردى لان ما يفعل طوعا يكون احكم للتشابه الذى بين الاشياء التى تفعل طوعا اعنى انه يجود فعلها سواء كانت شرورا او خيرات وقوله والا فان الذى يخمع طوعا اشر مثل الاشياء التى تقال فى الاخلاق يريد ان اطلاقنا القول بان كل ما يفعل طوعا اجود كذب فان الذى يفعل الشر طوعا اشر من الذى يفعله كرها على ما قيل فى علم الاخلاق
˺القول
[٢٦] فى العرض˹
[35] Textus/Commentum
مخ ۶۹۲