قال ارسطو ويقال من الكميات ناقص عضو وليس كيف ما وقع بل ينبغى ان يكون ذلك الشىء شيئا ما لا ينفصل وان يكون يقال فى الاثنين اذا انتقص منها احد الواحدين لا يقال ناقص عضو لان ناقص العضو لا يساوى النقص ولا يقال مساو له فى وقت من الاوقات ولا شىء من اجزاء العدد البتة واما الجوهر فينبغى ان يكون ثابتا فانه ان نقص من المشربة عضو فالمشربة ثابتة واما العدد فليس هو هو ومع ما وصفنا وان كانت متشابهة الاجزاء ولا هى كلها ايضا فان العدد ثابت فاذا لها اجزاء غير متشابهة مثل اثنين ثلثة وغيرها وبنوع كلى جميع التى لا يكون من وضعها اختلاف ليس يكون منها شىء ناقص عضو مثل الماء والنار بل ينبغى ان تكون هذه مثل التى لها وضع بالجوهر وايضا ان تكون متصلة فان التاليف من غير متشابهة الاجزاء ولها وضع ايضا لكنه لا يكون ناقص عضو ومع هذا ولا جميع الاشياء التى هى بكليتها ولا التى هى بعدم جزء ما من اجزائها هى ناقصة اعضاء فانه لا يقال ناقص عضو اذا انتقص شىء من التى للجوهر بالحقيقة ولا اذا كان حيث ما كان من المواضع مثل المشربة ان ثقبت لا يقال لها ناقص عضو بل اذا نقص اما الاذن او شىء من الاطراف للانسان لا اذا انتقص لحم او الطحال بل اذا انتقص طرف من اطرافه وهذا ايضا ليس كل بل الذى اذا انتزع كله لا يتكون وكذلك الصلع ليس بناقص اعضاء التفسير قوله ويقال من الكميات ناقص عضو وليس كيف ما وقع يريد انه يقال للاشياء التى هى من الكمية ناقص عضو وليس يقال ذلك فيها كيف ما اتفق بل انما يقال اذا كان الناقص والمنقوص منه بصفات محدودة ثم شرع يذكر تلك الصفات والشروط فقال بل ينبغى ان يكون ذلك الشىء شيئا ما لا ينفصل يريد واحد تلك الشروط والصفات التى توجد فيما يقال فيه ناقص عضو ان يكون ذلك الناقص ليس من شانه ان ينفصل من المنقوص منه مثل الشعر من الانسان والريش من الطائر فانه ليس يقال فى الانسان انه ناقص عضو اذا نقص شعره ولا فى الطائر اذا نقص شىء من ريشه ثم قال وان يكون يقال فى الاثنين اذا انتقص منها احد الواحدين لا يقال ناقص عضو يريد واذا كان شىء مركب من جزءين فنقص واحد منهما لا يقال فيه ناقص عضو فاذا من شرطه ان يكون مركبا من اكثر من جزئين ثم اتا بالسبب الذى من قبله لا يقال فى هذا انه ناقص عضو فقال لان ناقص العضو لا يساوى النقص ولا يقال مساو له فى وقت من الاوقات يريد لان المركب من اثنين اذا نقص منه واحد منهما كان الناقص مساويا للذى نقص منه ولا يمكن ان يكون الذى يقال فيه ناقص عضو والذى نقص منه متساويين ولا يقال فى امثال هذه انها ناقصة فى وقت من الاوقات وقوله ولا شىء من اجزاء العدد البتة˹ يحتمل ان يريد ولا يقال ناقص عضو فيما كان من الكمية المنفصلة البتة وان لم يكن الناقص مساويا للذى نقص منه مثل الثلثة فانه اذا نقص منها واحد لا يقال فيها ناقص عضو ثم قال واما الجوهر فينبغى ان يكون ثابتا فانه ان نقص من المشربة عضو فالمشربة ثابتة واما العدد فليس هو هو يريد ان شروط الذى يقال فيه انه ناقص عضو الا يذهب اسم الشىء وصورته بنقصان ذلك الجزء منه بل تكون صورته ثابتة وانما يكون النقص فى العدد فقط لا فى الجوهر مثل الخزانة اذا انتقص منها جزء لا تستحق بنقصانه ان نسلبها اسم الخزانة وكذلك الحال فى الانسان لا يقال فيه انه ناقص عضو اذا نقصه من اعضائه ما يكون به انسانا ثم قال ومع ما وصفنا وان كانت متشابهة الاجزاء ولا هى كلها ايضا فان العدد ثابت يريد ومع ما وصفنا من الصفات فلا يكون ايضا من التى يقال فيها ناقص عضو ان لم يكن من الاجسام المتشابهة الاجزاء فان هذه اذا نقص منها جزء امكن ان ينقسم الباقى الى مثل عدد الاجزاء التى توهم ان الكل انقسم اليها من قبل تقدير ذلك الجزء الناقص لها مثال ذلك ان نقص من الماء الذى توهم منقسما الى ثلاثة اجزاء جزء واحد منها امكن ان ينقسم الباقى الى ثلاثة اجزاء والناقص عضو هو الذى لا يبقى عدده ثم قال فاذا لها اجزاء غير متشابهة مثل اثنين ثلاثة يريد فاذا يلزم فى الناقص عضو ان تكون له اجزاء غير متشابهة مثل الاثنين من الاجزاء او الثلثة ثم قال وبنوع كلى جميع التى لا يكون من وضعها اختلاف ليس يكون شىء منها ناقص عضو مثل الماء والنار يريد وبنوع كلى فينبغى الا تكون الناقصة عضو من الاشياء التى ليس يعرض عن وضع اجزائها اختلاف فى الصورة مثل الماء والنار فانه اذا اختلفت اجزاء امثال هذه فى الوضع لم تختلف صورها بخلاف التى هى مركبة من اجزاء غير متشابهة ثم قال بل ينبغى ان تكون هذه مثل التى لها وضع بالجوهر يريد بل ينبغى ان تكون امثال هذه مركبة من اجزاء لها وضع والوضع داخل فى جوهرها اى مشترط فى وجودها مثل الكبد فان احد ما تقومت به هو وضعها من الاعضاء المجاورة لها وقوله وايضا ان تكون متصلة يريد ومن شرطها ايضا ان تكون متصلة بعضها ببعض اعنى الاجزاء الغير متشابهة فانها اذا لم تكن متصلة لم يكن منها كل ولا شىء واحد وقوله فان التاليف من غير متشابهة الاجزاء ولها وضع ايضا لاكنه لا يكون ناقص عضو˹ يحتمل ان يريد فان الاشياء المؤلفة من غير متشابهة لها وضع لكنها لا يقال فيها انها ناقصة عضو متى لم تكن متصلة ثم قال ومع هذا ولا جميع الاشياء التى هى بكليتها ولا التى هى بعدم جزء ما من اجزائها هى ناقصة اعضاء فانه لا يقال ناقصة عضو اذا انتقص شىء من التى للجوهر بالحقيقة يريد ولا جميع الاشياء التى هى موجودة بكليتها وقد نقص منها عضو واحد اى عضو كان يقال فيه انه ناقص لانه قد يكون ذلك العضو مما به قوام ذلك الكل مثل القلب من الحيوان ثم قال ولا اذا كان حيث ما كان من المواضع مثل المشربة ان ثقبت لا يقال لها ناقص عضو يريد ولا باى قدر اتفق ان يكون النقصان ولا فى اى موضع من الشىء كان يقال انه ناقص عضو مثل المشربة اذا ثقبت فان ثقبها نقصان وليس يقال انها ناقصة عضو ثم قال بل اذا نقص اما الاذن او شىء من اطراف الانسان يريد بل اذا نقص عضو من الاعضاء الالية باسره لا فى كميته ولذلك قال لا اذا انتقص لحم او الطحال يريد انه اذا ضمر اللحم او الطحال لا يقال ناقص عضو ˺بل اذا نقص طرف من اطرافه˹ ثم قال وهذا ايضا ليس كل بل الذى اذا انتزع كله لا يتكون يريد وليس جميع الاطراف اذا نقصت قيل فيه انه ناقص عضو بل الطرف الذى اذا انتزع وقطع لا يتكون مرة ثانية وقوله وكذلك الصلع ليس بناقص اعضاء˹ يحتمل ان يريد لان الضلع ينجبر اذا كسر او قطع فى بعض الناس على ما ذكر بعضهم ويحتمل ان يريد هاهنا الصلع الذى هو ذهاب الشعر فكانه قال ولا ايضا كل ما لا يمكن ان يعود يسمى ناقص عضو مثل الصلع للانسان وهذا هو الاظهر
˺القول
[٢٤] فى الجنس˹
[33] Textus/Commentum
مخ ۶۷۸