176

شرح ما بعد الطبیعة

شرح ما بعد الطبيعة

ژانرونه

فلسفه

قال ارسطو الذى من شىء يقال بنوع واحد من الذى هو مثل ما يقال الشىء من العنصر وهذا يقال بنوعين اما بالجنس الاول واما بالصورة الاخيرة مثل ما ربما قيل ان كل الاشياء التى تذوب من الماء وربما قيل الصنم من النحاس لان هذا هو ابتداء المضادة وبنوع اخر الذى هو من المركب من العنصر والصورة مثل الاجزاء من الكل والقصيدة من كلام الشعر مثل قصيدة من الشعر المسمى الباس ومثل الحجارة من البيت فان الصورة تمام والتام هو الذى له تمام ومنها ما يقال كمثل الصورة من الجزء ومثل الانسان من ذى الرجلين والنغمة من الحروف وايضا بنوع اخر مثل الصنم من النحاس فانه من العنصر المحسوس او الجوهر المحسوس وايضا مثل الصورة التى من عنصر الصورة فبعض هذه تقال بهذه الانواع وبعضها اذا كان بعض اجزاء هذه الاشياء لشىء من هذه الانواع مثل الولد من الاب والام ومن الارض والنبات وذلك انها من بعض اجزائها وبنوع اخر التى هى بعد فى الزمن مثل الليل من النهار والمطر من الصحو وذلك ان هذه بعد تلك وبعض هذه تقال على هذا النوع لما لها قوة تتغير بها بعضها الى بعض مثل الاشياء التى قيلت الان وبعضها لانها تتلو بعضها بعضا بالزمن فقط مثل قولنا انه من استواء النهار صار الغروب اى انه كان بعد استواء النهار ونقول من حركات ديونوس صار ترقولى اى انها بعد ديونوسيا التفسير لما عدد على كم وجه يقال حرف له وحرف فى يريد ان يعدد الان على كم وجه يقال حرف من وانما عدد هذه الحروف من بين سائر الحروف لكثرة استعمالها فى العلوم ولكثرة وجوه المعانى التى تدل عليها فقوله الذى من شىء يقال بنوع واحد من الذى هو مثل ما يقال الشىء من العنصر يريد ان كذا من كذا يقال على انواع كثيرة احدها مثل ما يقال ان الشىء من عنصره وهذا هو اول مدلول من واشهره ثم قال وهذا يقال على نوعين اما بالجنس الاول واما بالصورة الاخيرة يريد والعنصر الذى يقال ان الشىء منه ربما كان العنصر الاول الذى هو بمنزلة الجنس البعيد وربما كان العنصر القريب وهو الذى له الصورة الاخيرة فى الكون اعنى الذى يقبل الصورة الاخيرة ثم اتى بمثال هذين فقال مثل ما ربما قيل ان كل الاشياء التى تذوب من الماء وربما قيل الصنم من النحاس لان هذا هو ابتداء المضادة يريد فمثال العنصر البعيد هو الماء للاشياء الذائبة مثل الرصاص والنحاس والحديد فانه يقال فى هذه انها من الماء ومثال العنصر القريب هو الصنم من النحاس فان النحاس هو الذى فيه يوجد العدم المضاد لصورة الصنم اولا وهو الذى اراد بقوله لان هذا هو ابتداء المضادة اى انه الموضوع الاول القابل لصورة الصنم وعدمها على التعاقب والتوالى ثم قال وبنوع اخر الذى هو من المركب من العنصر والصورة مثل الاجزاء من الكل والقصيدة من كلام الشعر مثل قصيدة من الشعر المسمى الباس ومثل الحجارة من البيت يريد ويقال من على نوع اخر وهو جزء الشىء من الشىء مثل ما يقال ان الجزء من الكل وبالجملة مثل قولنا اليد من الانسان ومثل قولنا قصيدة كذا من الشعر المسمى كذا وهذه هى الاجزاء التى من جهة الكمية وذلك ان هذه الاجزاء تساوى الكل بان كليهما مركب من مادة وصورة اعنى الجزء والكل ومثل قولنا الحجارة من البيت وقوله فان الصورة تمام والتام هو الذى له تمام يريد وانما يقال الحجارة من البيت لان صورة البيت هى تمام للبيت والبيت هو التام بالتمام الذى له واجزاء البيت من البيت اى تتكون اجزاء البيت من البيت على جهة التحليل والبيت من اجزائه على جهة التركيب بان تخلع ايضا صورها وتقبل صورة البيت ثم قال ومنها ما يقال كمثل الصورة من الجزء ومثل الانسان من ذى الرجلين والنغمة من الحروف يريد ومنها ما يقال بعكس ذلك اى الكل من الجزء مثل الانسان من ذى الرجلين والنغمة من الحروف وقوله وايضا بنوع اخر مثل الصنم من النحاس فانه من العنصر المحسوس او الجوهر المحسوس يريد ان هذا النوع هو كون الصورة من العنصر اى ان من يقال على ثلاثة انواع اما المركب من الصورة والعنصر واما الاجزاء من الكل واما الكل من الاجزاء وعلى هذا يكون كانه كرر المعنى الاول ويحتمل ان يريد انه قد يقال ان كذا من كذا اى ان طبيعة المتكون هى طبيعة الذى يكون منه مثل قولنا ان الصنم من النحاس اى ان طبيعة الصنم هى طبيعة النحاس ولعل ذلك انما تمثل بهذا لما كانوا يعتقدون فى الاصنام انها الالهة ثم قال فبعض هذه تقال بهذه الانواع وبعضها اذا كان بعض اجزاء هذه الاشياء لشىء من هذه الانواع مثل الولد من الاب والام ومن الارض ومن النبات وذلك انها من بعض اجزائها يريد ان بعض ما يقال فيه ان شيئا من شىء يقال على نحوين احدهما ان يكون ذلك الشىء من كل ذلك الشىء مثل قولنا الحيوان الدموى من اللحم فان جميع اللحم محصور فى الحيوان الدموى واما قولنا الابن من الاب والام فانه جزء منهما وكذلك هو من الارض ومن النبات ويعنى بالنبات الغذاء ثم قال وبنوع اخر التى هى بعد فى الزمن مثل الليل من النهار والمطر من الصحو وذلك ان هذه بعد تلك يريد وقد يقال حرف من على جهة الاستعارة على معنى حرف بعد مثل قول القائل الليل من النهار فانه ليس الليل من النهار على ان النهار عنصر له ولا جزء بل معنى من هاهنا معنى بعد اى ان الليل بعد النهار ودلالة حرف من الاولى انما هى على المادة او ما يشبه المادة ولشبه الاجزاء بالمادة قيل الكل من الاجزاء ولكون الكل ايضا شبيها بالعنصر قيل الجزء من الكل فهذا الحرف بالجملة يقال اما على العنصر واما على ما يشبه العنصر وقد يقال بمعنى بعد وقوله وبعض هذه تقال على هذا النوع لما لها قوة تتغير بها بعضها الى بعض مثل الاشياء التى قيلت الان وبعضها لانها تتلو بعضها بعضا بالزمن فقط مثل قولنا انه من استواء النهار صار الغروب اى انه كان بعد استواء النهار يريد وجميع المعانى التى يدل عليها بحرف من تنحصر فى معنيين احدهما فى كل شيئين يتغير احدهما الى الثانى فان المتغير يقال انه من الذى يتغير منه فالعنصر يتغير الى المركب والى الصورة والمركب ايضا يتغير الى العنصر والكل يتغير الى الاجزاء عند فساده تكون الاجزاء والاجزاء تتغير الى الكل عند كون الكل والمعنى الثانى بمعنى يتلو فان الاشياء التى تتلوا بعضها بعضا قد يقال فيها ان بعضها من بعض الا ان من هاهنا بمعنى بعد واما قوله ونقول من حركات ديونونيس صار ترغيا يريد ان بعد حركات فلان صار فلان او تحرك فلان وبهذه الجهة نقول ان المتحرك فيما بين ما منه وما اليه

مخ ۶۶۱