قال ارسطو الذى من شىء يقال بنوع واحد من الذى هو مثل ما يقال الشىء من العنصر وهذا يقال بنوعين اما بالجنس الاول واما بالصورة الاخيرة مثل ما ربما قيل ان كل الاشياء التى تذوب من الماء وربما قيل الصنم من النحاس لان هذا هو ابتداء المضادة وبنوع اخر الذى هو من المركب من العنصر والصورة مثل الاجزاء من الكل والقصيدة من كلام الشعر مثل قصيدة من الشعر المسمى الباس ومثل الحجارة من البيت فان الصورة تمام والتام هو الذى له تمام ومنها ما يقال كمثل الصورة من الجزء ومثل الانسان من ذى الرجلين والنغمة من الحروف وايضا بنوع اخر مثل الصنم من النحاس فانه من العنصر المحسوس او الجوهر المحسوس وايضا مثل الصورة التى من عنصر الصورة فبعض هذه تقال بهذه الانواع وبعضها اذا كان بعض اجزاء هذه الاشياء لشىء من هذه الانواع مثل الولد من الاب والام ومن الارض والنبات وذلك انها من بعض اجزائها وبنوع اخر التى هى بعد فى الزمن مثل الليل من النهار والمطر من الصحو وذلك ان هذه بعد تلك وبعض هذه تقال على هذا النوع لما لها قوة تتغير بها بعضها الى بعض مثل الاشياء التى قيلت الان وبعضها لانها تتلو بعضها بعضا بالزمن فقط مثل قولنا انه من استواء النهار صار الغروب اى انه كان بعد استواء النهار ونقول من حركات ديونوس صار ترقولى اى انها بعد ديونوسيا التفسير لما عدد على كم وجه يقال حرف له وحرف فى يريد ان يعدد الان على كم وجه يقال حرف من وانما عدد هذه الحروف من بين سائر الحروف لكثرة استعمالها فى العلوم ولكثرة وجوه المعانى التى تدل عليها فقوله الذى من شىء يقال بنوع واحد من الذى هو مثل ما يقال الشىء من العنصر يريد ان كذا من كذا يقال على انواع كثيرة احدها مثل ما يقال ان الشىء من عنصره وهذا هو اول مدلول من واشهره ثم قال وهذا يقال على نوعين اما بالجنس الاول واما بالصورة الاخيرة يريد والعنصر الذى يقال ان الشىء منه ربما كان العنصر الاول الذى هو بمنزلة الجنس البعيد وربما كان العنصر القريب وهو الذى له الصورة الاخيرة فى الكون اعنى الذى يقبل الصورة الاخيرة ثم اتى بمثال هذين فقال مثل ما ربما قيل ان كل الاشياء التى تذوب من الماء وربما قيل الصنم من النحاس لان هذا هو ابتداء المضادة يريد فمثال العنصر البعيد هو الماء للاشياء الذائبة مثل الرصاص والنحاس والحديد فانه يقال فى هذه انها من الماء ومثال العنصر القريب هو الصنم من النحاس فان النحاس هو الذى فيه يوجد العدم المضاد لصورة الصنم اولا وهو الذى اراد بقوله لان هذا هو ابتداء المضادة اى انه الموضوع الاول القابل لصورة الصنم وعدمها على التعاقب والتوالى ثم قال وبنوع اخر الذى هو من المركب من العنصر والصورة مثل الاجزاء من الكل والقصيدة من كلام الشعر مثل قصيدة من الشعر المسمى الباس ومثل الحجارة من البيت يريد ويقال من على نوع اخر وهو جزء الشىء من الشىء مثل ما يقال ان الجزء من الكل وبالجملة مثل قولنا اليد من الانسان ومثل قولنا قصيدة كذا من الشعر المسمى كذا وهذه هى الاجزاء التى من جهة الكمية وذلك ان هذه الاجزاء تساوى الكل بان كليهما مركب من مادة وصورة اعنى الجزء والكل ومثل قولنا الحجارة من البيت وقوله فان الصورة تمام والتام هو الذى له تمام يريد وانما يقال الحجارة من البيت لان صورة البيت هى تمام للبيت والبيت هو التام بالتمام الذى له واجزاء البيت من البيت اى تتكون اجزاء البيت من البيت على جهة التحليل والبيت من اجزائه على جهة التركيب بان تخلع ايضا صورها وتقبل صورة البيت ثم قال ومنها ما يقال كمثل الصورة من الجزء ومثل الانسان من ذى الرجلين والنغمة من الحروف يريد ومنها ما يقال بعكس ذلك اى الكل من الجزء مثل الانسان من ذى الرجلين والنغمة من الحروف وقوله وايضا بنوع اخر مثل الصنم من النحاس فانه من العنصر المحسوس او الجوهر المحسوس يريد ان هذا النوع هو كون الصورة من العنصر اى ان من يقال على ثلاثة انواع اما المركب من الصورة والعنصر واما الاجزاء من الكل واما الكل من الاجزاء وعلى هذا يكون كانه كرر المعنى الاول ويحتمل ان يريد انه قد يقال ان كذا من كذا اى ان طبيعة المتكون هى طبيعة الذى يكون منه مثل قولنا ان الصنم من النحاس اى ان طبيعة الصنم هى طبيعة النحاس ولعل ذلك انما تمثل بهذا لما كانوا يعتقدون فى الاصنام انها الالهة ثم قال فبعض هذه تقال بهذه الانواع وبعضها اذا كان بعض اجزاء هذه الاشياء لشىء من هذه الانواع مثل الولد من الاب والام ومن الارض ومن النبات وذلك انها من بعض اجزائها يريد ان بعض ما يقال فيه ان شيئا من شىء يقال على نحوين احدهما ان يكون ذلك الشىء من كل ذلك الشىء مثل قولنا الحيوان الدموى من اللحم فان جميع اللحم محصور فى الحيوان الدموى واما قولنا الابن من الاب والام فانه جزء منهما وكذلك هو من الارض ومن النبات ويعنى بالنبات الغذاء ثم قال وبنوع اخر التى هى بعد فى الزمن مثل الليل من النهار والمطر من الصحو وذلك ان هذه بعد تلك يريد وقد يقال حرف من على جهة الاستعارة على معنى حرف بعد مثل قول القائل الليل من النهار فانه ليس الليل من النهار على ان النهار عنصر له ولا جزء بل معنى من هاهنا معنى بعد اى ان الليل بعد النهار ودلالة حرف من الاولى انما هى على المادة او ما يشبه المادة ولشبه الاجزاء بالمادة قيل الكل من الاجزاء ولكون الكل ايضا شبيها بالعنصر قيل الجزء من الكل فهذا الحرف بالجملة يقال اما على العنصر واما على ما يشبه العنصر وقد يقال بمعنى بعد وقوله وبعض هذه تقال على هذا النوع لما لها قوة تتغير بها بعضها الى بعض مثل الاشياء التى قيلت الان وبعضها لانها تتلو بعضها بعضا بالزمن فقط مثل قولنا انه من استواء النهار صار الغروب اى انه كان بعد استواء النهار يريد وجميع المعانى التى يدل عليها بحرف من تنحصر فى معنيين احدهما فى كل شيئين يتغير احدهما الى الثانى فان المتغير يقال انه من الذى يتغير منه فالعنصر يتغير الى المركب والى الصورة والمركب ايضا يتغير الى العنصر والكل يتغير الى الاجزاء عند فساده تكون الاجزاء والاجزاء تتغير الى الكل عند كون الكل والمعنى الثانى بمعنى يتلو فان الاشياء التى تتلوا بعضها بعضا قد يقال فيها ان بعضها من بعض الا ان من هاهنا بمعنى بعد واما قوله ونقول من حركات ديونونيس صار ترغيا يريد ان بعد حركات فلان صار فلان او تحرك فلان وبهذه الجهة نقول ان المتحرك فيما بين ما منه وما اليه
مخ ۶۶۱