قال ارسطو العدم يقال اما بنوع واحد اذا لم يكن له شىء مما فى طبعه ان يكون لشىء وان كان هو ليس له طبع ذلك مثل النبات فانه يقال انه عدم الحس وبنوع اخر اذا لم يكن له ما فى طبعه او فى طبع جنسه ان يكون له مثل الانسان الاعمى فان نوع عدمه البصر غير نوع عدم الخلد فان بعضها عدم بالجنس والاخر بذاته وايضا اذا كان هذا فى طبعه وفى الوقت الذى ينبغى ان يكون او لا يكون له فان العمى عدم ما واما اعمى فلا يكون فى كل سن بل اذا لم يكن له البصر فى السن الذى ينبغى ان يكون فيه له ومثل هذا وان كان بذاته او يضاف الى شىء وان كان ليس فى طبعه ان يكون له وايضا الانتزاع الذى يكون قهرا لكل واحد من الاشياء يقال عدم وعلى قدر عدة انواع التى تكون بالسلب بلا يكون عدد انواع العدم ايضا فانه يقال لا مساو للذى ليس فى طبعه ان يكون له ويقال لا مبصر لان ليس لون له البتة ويقال لا رجل له لان ليس رجل له البتة ولانها مسترخية وايضا لما له قليل من المشى مثل هذا الذى يقال لا قوة له وهذا لان له ضعفا ما وايضا الذى ليس بسهل او الذى ليس بجيد مثل لا منقطع فانه لا يقال لما لا يقطع اصلا بل لما لا يسهل قطعه او لما لا يجود قطعه وايضا فى ما ليس له اصلا فانه لا يقال اعمى الذى له عين واحدة بل الذى ليس له بصر فى كلتا العينين ولذلك ليس كل خيرا او شريرا او عادلا او جائرا بل وفيما بين ذلك .Missing in the Arabic manuscripts, this text passage was completed by the editor. For details see the editorial remark التفسير قوله العدم يقال اما بنوع واحد اذا لم يكن له شىء مما فى طبعه ان يكون لشىء وان كان هو ليس له طبع ذلك مثل النبات فانه يقال انه عدم الحس يريد ان العدم يقال على انواع احدها اذا عدم الشىء شيئا مما فى طبعه ان يوجد فى شىء اخر لا فيه ولا فى جنسه مثل النبات فانه يقال انه عدم ما فى طبع الحيوان ان يوجد له وهو الحس ثم قال وبنوع اخر اذا لم يكن له ما فى طبعه او فى طبع جنسه ان يكون له مثل الانسان الاعمى فان نوع عدمه للبصر غير نوع عدم الخلد فان بعضها عدم بالجنس والاخر بذاته يريد ويقال عدم الشىء كذا متى عدم ما شأنه ان يوجد فى نوعه مثل العمى للانسان وهذا هو الذى من شانه ان يوجد للشىء بذاته او ما شانه ان يوجد فى جنسه مثل العمى للخلد فانه عدم ما شانه ان يوجد فى الحيوان الذى هو جنسه ولما كان عدم الشىء ما فى طبعه ان يوجد له نوعين احدهما ان يعدم ما فى طبعه ان يوجد له فى الوقت الذى من شانه ان يوجد له والثانى ان يعدم ما فى طبعه ان يوجد له فى وقت اخر من عمره اخذ يفصل هذين النوعين فقال وايضا اذا كان هذا فى طبعه وفى الوقت الذى ينبغى ان يكون او لا يكون له فان العمى عدم ما واما اعمى فلا يكون فى كل سن بل اذا لم يكن له البصر فى السن الذى ينبغى ان يكون فيه له يريد واذا عدم الشىء ما فى طبعه ان يوجد له فمنه ما يعدم ما شانه ان يوجد له فى الوقت الذى من شانه ان يوجد له ومنه ما يعدم ما شانه ان يوجد له فى وقت اخر من عمره مثال ذلك ان العمى هو عدم البصر لما فى طبعه ان يكون له بصر ولا كن لا يقال اعمى الا فى السنين التى من شان ذلك الحيوان ان يوجد له البصر اذا كان ذلك الحيوان لا يبصر الا فى سنين ما من سنيه مثال ذلك ان الجر ولا يقال فيه اعمى حين يولد وان لم يبصر فى ذلك الوقت واما من فقد منه البصر بعد هذا الوقت فانه يقال فيه انه اعمى وكذلك الامر فى عدم الاسنان ثم قال ومثل هذا وان كان بذاته او يضاف الى شىء وان كان ليس فى طبعه ان يكون له يريد وهذا يلزم فى ما عدم ما شانه ان يوجد فى نوعه او فى ما عدم ما شانه ان يوجد فى جنسه وليس فى طبعه ان يوجد له يعنى ان ما عدم ما شانه ان يوجد فى جنسه قد يكون شانه ان يوجد فى جنسه فى وقت وقد يكون شانه ان يوجد فى جنسه فى كل وقت مثال ذلك ان الخلد قد عدم من البصر ما شانه ان يوجد فى الاجراء فى وقت ما وما شانه ان يوجد فى الانسان فى كل سن من عمره ثم قال وايضا الانتزاع الذى يكون قهرا لكل واحد من الاشياء يقال عدم يريد وايضا يقال العدم فى كل ما عدم شيئا لا من قبل الطبع فقط بل ومن قبل القسر والاضطرار مثال ذلك ما سلب ما له بالطبع مثل الحجر الذى يضطره مضطر على ألا يتحرك الى اسفل ثم قال وعلى قدر عدة انواع التى تكون بالسلب بلا يكون عدد انواع العدم يريد وعدد انواع العدم يوجد على عدد انواع المعانى التى تدل عليها الاسماء المعدولة ثم قال فانه يقال لا مساو للذى ليس فى طبعه ان يكون له ويقال لا مبصر لان ليس لون له البتة يريد فانه يقال لا كذا على ما عدم ما ليس فى طبعه ان يوجد له ولا كن فى طبع شىء اخر مثل ما نقول فى اللون لا مساو فانه ليس فى طبعه ان يوجد له المساواة ولا عدم المساواة ومثل ما نقول لا مبصر فى ما ليس لون له فان ما ليس له لون ليس من شانه ان يبصر كما ان ما ليس له كمية ليس من شانه ان يكون مساويا ولا غير مساو ثم قال ويقال لا رجل له لان ليس رجل له البتة وبانها مسترخية وايضا بما له قليل من المشى مثل الذى يقال لا قوة له وهذا لان له ضعفا ما يريد وعدم الذى فى طبع الشىء ان يوجد له يوجد على ثلثة معان احدها ان يكون عدم محض مثل ما نقول لا رجل له فى ما عدم رجليه اصلا والاخر ان تكون رجله عاجزة حتى تكون مشيته مشية الذى يكون فى رجله عوج ويقال ايضا لا رجل له فى ما رجله واهنة مثل رجلى الجارحة من الطير ثم قال وايضا الذى ليس بسهل او الذى ليس بجيد مثل لا منقطع فانه لا يقال لما لا يقطع اصلا بل لما لا يسهل قطعه او لما لا يجود قطعه يريد كقولنا لا منقطع فانه لا يقال لما لا يمكن ان يقطع بعضه من بعض فقط بل قد يقال للذى يعسر قطع بعضه من بعض وللذى يكون قطعه رديا ثم قال وايضا فى ما ليس له اصلا فانه لا يقال اعمى الذى له عين واحدة بل الذى ليس له بصر فى كلتا العينين ولذلك ليس كل خيرا او شريرا او عادلا او جائرا بل وفيما بين ذلك يريد وايضا العدم انما يقال على ما عدم الشىء بجملته لا ما عدم بعضه فانه لا يقال اعمى للذى له عين واحدة وقوله ولذلك لا يقال كل خير او شرير او عادل او جائر يريد ولذلك لا يقتسم اسم العدم والملكة الصدق والكذب فى كل الاشياء فانهما يكذبان معا على المتوسطة مثال ذلك انه ليس كل انسان فهو اما خير واما شرير لان الانسان الذى ليس بمتمدن لا يصدق عليه واحد من هذين وكذلك الامر فى العادل والجائر وكانه اراد ان يعرف السبب فى ان العدم والملكة انما يقتسمان الصدق والكذب فى الموضوع الخاص بهما مثال ذلك ان العدل والجور يقتسمان الصدق والكذب على الانسان المتمدن
˺القول
[١٩] فى له˹
[28] Textus/Commentum
مخ ۶۴۹