169

شرح ما بعد الطبیعة

شرح ما بعد الطبيعة

ژانرونه

فلسفه

قال ارسطو الذى بذاته يقال على انواع كثيرة اما بنوع واحد فبالصورة وجوهر كل واحد من الاشياء مثل ما يقال بذاته خير الذى هو خير وبنوع اخر الذى فيه يكون الشىء اولا بالطبع مثل اللون فى السطح فالذى يقال بذاته الاول هو الذى يقال بالصورة ويقال بنوع ثان لعنصر كل واحد من الاشياء والموضوع الاول لكل واحد من الاشياء وبنوع كلى الذى بذاته والعلة متساويان فى الانية فانه يقال لذات ما ذا اقدم ويقال لما ذا اقدم وايضا يقال لذات ما ذا لم يجمع جامعة صحيحة او جمع جامعة صحيحة ويقال ما علة الجامعة الصحيحة او التى ليست بصحيحة وايضا يقال بذاته الذى هو بالوضع مثل قائم او الذى يمشى فان جميع هذه تدل على مكان ووضع فبين ان الذى بذاته يقال بالضرورة بانواع كثيرة اما بنوع واحد يقال بذاته الذى يدل على انية هوية كل واحد من الاشياء مثل ما نقول ان قليس بذاته حى قليس فان فى حده الحى وقليس حى ما وبنوع اخر اذا كان الشىء قد ظهر فيه اولا او انه لشىء ما مثل السطح فانه ابيض بذاته والانسان حى بذاته لان النفس جزء ما للانسان وفيها الحياة اولا وايضا الذى ليس له علة اخرى فان علل الانسان كثيرة الحى وذو رجلين ولا كن علته بذاته بانه انسان هو انسان وايضا التى لشىء واحد بانه واحد اى الانسانية مثل الملون بذاته التفسير قوله الذى بذاته يقال على انواع كثيرة اما بنوع واحد فبالصورة وجوهر كل واحد من الاشياء مثل ما يقال بذاته خير الذى هو خير يريد ان احد الانواع التى يقال بها انها بالذات الصورة والجوهر فانا نقول ان الشىء موجود بذاته مثال ذلك انا نقول ان هذا الشىء هو خير بذاته اذا كان خيرا بصورته وجوهره ثم قال وبنوع اخر الذى فيه يكون اولا بالطبع مثل اللون فى السطح يريد ويقال بنوع اخر ان شيئا فى شىء موجود بذاته اذا كان موجودا فيه من غير وسط مثال ذلك انا نقول ان اللون موجود فى السطح بذاته وفى الجسم لا بذاته لان وجوده هو فى السطح اولا وفى الجسم ثانيا اعنى انه انما يوجد من الجسم فى سطحه فقط ثم قال فالذى يقال بذاته الاول هو الذى يقال بالصورة ويقال بنوع ثان لعنصر كل واحد من الاشياء والموضوع الاول لكل واحد من الاشياء يريد ان الذى هو بذاته اى بجوهره يقال على نوعين احدهما وهو الاول بصورته والاخر بعنصره وهو الموضوع الاول لصورة كل واحد من الاشياء مثل ما نقول ان الكرسى خشب بذاته والصنم نحاس بذاته والانسان حى بذاته وبالجملة فكل مركب فانما هو موجود بذاته من قبل عنصره وصورته وكل ما يوجد للشىء بذاته فاما ان يكون موجودا له من قبل عنصره او من قبل صورته او من قبل الامرين جميعا والصورة والعنصر موجودان للمركب بذاته ثم قال وبنوع كلى الذى بذاته والعلة متساويان فى الانية فانه يقال لذات ما ذا اقدم ويقال لما ذا اقدم يريد ان العلل هى الموجودة للشىء بذاته والشىء الموجود للشىء بذاته هى العلة فهما يدلان على انية واحدة اى على طبيعة واحدة مثال ذلك انه يقال لذات اى شىء اقدم فلان على كذا كما يقال لاى علة اقدم فلان على كذا وذلك ان فى الموضعين انما يطلب علة اقدامه وهذا النوع من الاستعمال هو فى لساننا مستكره ثم اتا بمثال اخر فى هذا المعنى فقال وايضا يقال لذات ما ذا لم يجمع جامعة صحيحة او جمع جامعه صحيحة ويقال ما علة الجامعة الصحيحة او التى ليست بصحيحة يريد ومثال استعمال الذات فى الطلب مكان العلة والسبب قولنا لذات اى شىء لم ينتج هذا القياس نتيجة صحيحة او لذات اى شىء انتج نتيجة صحيحة فان هذا الطلب مساو لقولنا لاى علة كان هذا القياس غير منتج نتيجة صحيحة صادقة ولاى علة ايضا كان هذا القياس منتجا نتيجة صادقة ثم قال وايضا يقال بذاته الذى هو بالوضع مثل قائم او الذى يمشى فان جميع هذه تدل على مكان ووضع يريد ويقال بذاته لكل ما كان فى مقولة الوضع مثل القائم والماشى فانه يقال فيه انه ذو وضع بذاته فى المكان ثم قال فبين ان الذى بذاته يقال بالضرورة بانواع كثيرة اما بنوع واحد يقال بذاته الذى يدل على انية هوية كل واحد من الاشياء مثل ما نقول ان قليس بذاته حى فان فى حده الحى وقليس حى ما يريد وبالجملة فالذى بذاته يقال على انواع كثيرة احدها الذى قلنا اولا وهو الماخوذ فى جوهر الشىء وذلك اما جنس او فصل او الحد المجموع من كليهما مثل ما نقول فى زيد انه حى بذاته لان الحى يؤخذ فى حده ويدل على انيته وهويته ثم قال وبنوع اخر اذا كان الشىء قد ظهر فيه اولا او انه لشىء ما مثل السطح فانه ابيض بذاته يريد ويقال بذاته ايضا على المحمولات الموجودة للموضوع من قبل طبيعة الموضوع من غير وسط مثل ما نقول ان السطح هو ابيض بذاته اى اولا وبلا واسطة وذلك ان الجسم انما هو ابيض من قبل السطح وذلك كما ذكرنا قبل وقوله والانسان حى بذاته لان النفس جزء ما للانسان وفيها الحياة اولا˹ هو مثال لقوله اذا كان الشىء قد ظهر فيه اولا˹ كما ان قوله مثل السطح فانه ابيض˹ هو مثال لقوله او انه لشىء ما˹ يريد انه قد توجد للاشياء علل يقال فيها انها موجودة فى تلك الاشياء بذاتها وان كانت منسوبة اليها من قبل علل اخر مثل قولنا الانسان حى بذاته لانه انما هو حى من قبل انه ذو نفس وهو متنفس بذاته لا من قبل شىء اخر وذلك ان كل ما يوجد فى شىء ما اولا وبذاته فاما ان يوجد فيه على انه عرض واما ان يوجد فيه على انه جوهر وكل واحد من هذه اما ان يوجد للشىء بوسط او بلا وسط فمثال الجوهر بوسط الانسان حى والعرض بوسط الجسم ملون ومثال الجوهر بلا وسط الانسان ناطق ومثال العرض بلا وسط السطح ملون وقوله وايضا الذى ليس له علة أخرى فان علل الانسان كثيرة الحى وذو رجلين يريد وايضا يقال انه موجود بذاته الذى ليس له علة بها صار موجودا الا ذاته ان وجد شىء بهذه الصفة فان الانسان وما اشبهه من سائر الموجودات انما صار موجودا من قبل علله لان له عللا كثيرة وقوله ولا كن علته بذاته بانه انسان هو انسان يريد ان الانسان وان كان موجودا من قبل علل كثيرة فان علته التى هو بها موجود بذاته هى الانسانية لانه انسان بذاته وقوله وايضا التى لشىء واحد بانه واحد اى الانسانية مثل الملون بذاته يريد وبالجملة فكلما يوجد للشىء من حيث هو والموجود له واحد بالذات لا بالعرض مثل الملون للسطح فانه يقال فيه انه موجود بذاته مثل قولنا فى السطح انه ملون واما مثل قولنا ملون للانسان فليس نقول فيه انه موجود له بذاته

مخ ۶۳۶