165

شرح ما بعد الطبیعة

شرح ما بعد الطبيعة

ژانرونه

فلسفه

قال ارسطو التام يقال اما بنوع واحد فالذى لا يمكن ان يوجد له جزء ما البتة خارج منه مثل الزمن فان الزمن التام لكل شىء هو الذى لا يمكن ان يوجد خارجا منه زمن ما وهو جزء لهذا الزمن وكذلك ما كان له فضيلة وما يقال بنوع الجودة اذا لم يكن له شرف على الجنس مثل ما يقال طبيب تام وزامر تام اذا لم يكن بهما نقص ما عن نوع فضيلتهما الخاصية وبمثل هذا النوع يقال فى الاشياء الرذلة بانتقال القول فانا نقول كذاب تام وسارق تام لانا نسميهم باسم الجودة ايضا مثل ما نقول سارق مجيد وكذاب مجيد فكل واحد من جميع الاشياء التامة وجميع الجواهر حينئذ يقال تام اذا لم ينقص عن نوع فضيلته الخاصية جزء البتة من عظمه الطبيعى وايضا تقال تامة التى لها تمام فاضل فانها تامة بتمامها الذى هو لها فاذا التمام غاية ما من الغايات ننقله عن الاشياء الرذلة ويقال انه هلك هلاكا تاما وفسد فسادا تاما اذا لم ينقص شىء من الفساد بل هو فى غاية الشر ولذلك يقال للفناء بنوع انتقال الاسم تمام لان كليهما غايات فالتمام والذى بسببه يكون الشىء غايات والتى تقال تامة بذاتها فعلى هذه الانواع تقال منها على انها لا ينقصها شىء من الجودة ولا فيها شرف ايضا ولا يوجد شىء خارجا منه ومنها بنوع كلى على انه ليس فيها شرف فى كل واحد من الاجناس ولا خارجا منها شىء واما سائر الانواع فعلى هذه اما بانها تفعل شيئا ما مثل هذا واما بان لها او بانها تساوى او بانها تقال بنسبة ما اخرى تنسب الى الاشياء التى تقال تامة بنوع اول التفسير قوله التام يقال اما بنوع واحد فالذى لا يمكن ان يوجد له جزء ما البتة خارج منه يريد ان التام يقال على انواع كثيرة احدها الذى لا ينقصه جزء من اجزائه بل هو كل لان الكل هو الذى ليس يوجد جزء من اجزائه خارج عنه وما ليس بكل هو الذى يوجد شىء من اجزائه خارج عنه اى ينقصه ثم اتا بمثال من الاشياء التى يقال فيها انها تامة بهذا الوجه فقال مثل الزمن فان الزمن التام لكل شىء من الاشياء هو الذى لا يمكن ان يوجد خارجا منه زمن ما وهو جزء لهذا الزمن يريد مثل ازمان بقاء الموجودات الطبيعية وهى التى تسمى الاعمار فان العمر التام لموجود موجود هو الذى ليس يوجد خارجا عنه زمن ما هو جزء من ذلك الزمن وبهذا الوجه نقول فى العالم انه تام لانه ليس يوجد جزء منه خارج عنه وبهذا النوع نقول انسان تام اذا لم يوجد شىء من اعضائه خارج عنه اى لم ينقصه شىء من اعضائه وبهذه الجهة نقول فى الجسم انه تام لانه ليس يوجد بعد خارج عنه اعنى بعدا رابعا ونقول فى الخط والسطح انهما ناقصان وبالجملة فهذا هو التمام من قبل الكمية ولما ذكر التمام الذى من جهة الكمية ذكر ايضا الذى من جهة الكيفية فقال وكذلك ما كان له فضيلة وما يقال بنوع الجودة اذا لم يكن له شرف على الجنس مثل ما يقال طبيب تام وزامر تام اذا لم يكن بهما نقص ما عن نوع فضيلتهما الخاصة يريد ويقال التام ايضا فى باب الكيفية اذا لم ينقصه شىء من نوع فضيلته ولا كان ايضا يوجد فى جنسه ما هو اشرف منه مثل ما نقول طبيب تام وزامر تام فان الطبيب التام هو الذى ليس ينقصه شىء مما به يفعل فعل الطب ولا يوجد طبيب اتم فعلا منه ثم قال وبمثل هذا النوع نقول فى الاشياء الرذلة بانتقال القول فانا نقول كذاب تام وسارق تام يريد وبمثل هذا النوع يدل اسم التام فى الاشياء الرذلة وذلك على جهة النقلة والاستعارة وذلك فى التى فى الغاية من الرذيلة مثل ما نقول كذاب تام اذا كان فى الغاية من الكذب وسارق تام اذا كان فى الغاية من السرقة ثم احتج لنقلة اسم التام لهذا النوع من قبل انه قد ينقل اليه اسم الجودة اى اذا كان اسم الجودة ينقل الى هذا فاحرى ان ينقل اليه اسم التمام فقال لانا نسميهم باسم الجودة ايضا مثل ما نقول سارق مجيد وكذاب مجيد يريد وانما نقل اليهم اسم التمام لانه قد ينقل اليهم اسم الجودة على طريق الاستعارة واذا نقل اليهما اسم الجودة فاسم التمام احرى بذلك وهذا النوع من الاستعارة هو على طريق التخسيس مثل قوله تعلى ذق انك انت العزيز الكريم ولما ذكر هذين الجنسين من التمام قال فكل واحد من جميع الاشياء التامة وجميع الجواهر حينئذ يقال تام اذا لم ينقص عن نوع فضيلته الخاصية جزء البتة من عظمه الطبيعى يريد فجميع ما يقال عليه تام فى باب الجواهر انما يقال فيه انه تام اذا لم ينقصه شىء من فضيلته الخاصة به ولا جزء من اجزائه الطبيعية وذلك ان التمام للجواهر انما يكون من قبل التمام فى العظم والكيفية ثم ذكر نوعا اخر من التمام وهو الذى يقال على الغاية فقال وايضا تقال تامة التى لها تمام فاضل فانها تامة بتمامها الذى هو لها يريد وقد يقال تام على كل ما له غاية فاضلة فان هذه انما يقال لها تامة من اجل ان لها غاية تامة ثم قال فاذن التام غاية ما من الغايات ننقله عن الاشياء الرذلة ويقال انه هلك هلاكا تاما وفسد فسادا تاما اذا لم ينقص شىء من الفساد بل هو فى غاية الشر يريد ولما كان التمام غاية والغاية تامة استعمل على جهة نقلة الاسم فى الاشياء المفرطة الرداءة فانها فى النهاية بنقلته من الاشياء الغير الردية الى الردية فقيل هلك هلاكا تاما اذا بلغ الغاية فى الهلاك وفسد فسادا تاما اذا بلغ النهاية التى لا بعدها نهاية فى الفساد ثم قال ولذلك يقال للفناء بنوع انتقال الاسم تمام لان كليهما غايات يريد ومن هذا الوجه نسمى ايضا الفساد الذى هو ضد الكون بنوع الاستعارة تماما كما نسمى نهاية الكون تماما لان كليهما نهايات ثم قال فالتمام والذى بسببه يكون الشىء غايات يريد فالتمام للشىء والذى من اجله يكون الشىء كلاهما غاية ولذلك انطلق عليهما اسم التمام ثم قال والتى تقال تامة بذاتها فعلى هذه الانواع تقال منها على انها لا ينقصها شىء من الجودة ولا فيها شرف ايضا ولا يوجد شىء خارج منه يريد فالاشياء التى تقال تامة بذاتها هى التى لا ينقصها شىء من الجودة ولا فى الجنس شىء اشرف منها ولا يوجد فيها شىء به تشرف بل هى فى غاية الشرف بذاتها وانما قال هذا لان هذه هى التامة فى الكيفية والكمية اولا وبالذات ثم قال ومنها بنوع كلى على انه ليس فيها شرف فى كل واحد من الاجناس ولا خارج عنها شىء يريد وحدها بنوع كلى هى الاشياء التى ليس يوجد لها شىء به استحقت التمام لا فيها ولا من خارج وهذه هى حال المبدا الاول سبحانه ويحتمل ان يريد بقوله ولا خارج منها شىء اى لا ينقصها شىء مما هى به موجودة ويحتمل ان يريد بقوله على ان ليس فيها شرف فى كل واحد من الاجناس اى اذا لم ينقصها شرف مما يوجد فى كل واحد من الاجناس ثم قال واما سائر الانواع فعلى مثل هذه اما بانها تفعل شيئا ما مثل هذا واما بان لها او بانها تساوى او بانها تقال بنسبة ما اخرى تنسب الى الاشياء التى تقال تامة بنوع اول يريد واما سائر ما يقال عليه اسم التمام فانه انما يقال عليها اما لانها فاعلات للاشياء التامة بذاتها واولا واما لان فيها شيئا من هذه الاشياء التامة واما لان فيها شبها ما منها واما لانها تنسب اليها بنسبة من النسب

مخ ۶۲۷