قال ارسطو الكيفية تقال اما بنوع واحد فيما به يتغاير الجوهر كقولنا ان الانسان حيوان ذو كيفية والفرس يقال كذلك ايضا وان سئلنا ما كيفية شكل الدائرة قلنا انها شكل لا زاوية له وهذه كيفية يتغاير بها الجوهر فالكيفية تقال بنوع واحد على ما وصفنا تغاير الجوهر وتقال بنوع اخر كالاشياء التى لا تتحرك والتعليمية ايضا كالاعداد فانها تقال كيفيات ما مثل المركبة والتى ليس هى على واحد فقط بل التى يتشبه بها للسطح المستوى والجسم وهذه هى كيفيات فى كميات او كميات فى كميات وبالجملة ما هو من الكمية فى الجوهر فان جوهر كل واحد الذى هو مرة واحدة مثل الستة فانه ليس مرتين ثلثة ولا كن مرة واحدة هى ستة وايضا جميع الانفعالات المتحركة مثل الحرارة والبرودة والبياض والسواد والثقل والخفة وجميع التى تقال عليها والتى لا تتغير الاجسام بتغيرها والتى تنسب الى الفضيلة والرذيلة ايضا وبقول كلى الشر والخير فالكيفية تكاد ان تكون تقال على نوعين ومن هذين النوعين واحد هو بالحقيقة فالكيفية الاولى تغاير الجوهر والكيفية التى فى الناس هى جزء من تلك فانها تغاير ما اخر لجواهر لا تتحرك بانها غير متحركة فانها منفعلات الاشياء التى تتحرك بانها متحركة وانواع الحركات والفضيلة والرذيلة فهى جزء ما من المنفعلات لانها تدل على فصول الحركة والفعل وبها تفعل او تنفعل بنوع جيد او ردى الاشياء التى هى فى الحركة فان ما كان منها له قوة ان يتحرك حركة ما او ان يفعل فعلا ما فهو خير وما كان منها يتحرك على الخلاف فهو شر واكثر ذلك الخير والشر يدل على الكيفية فى المتنفسة ومن هذه اكثر ذلك فى التى لها اختيار التفسير انه ليس قصده هاهنا فى الكمية والكيفية التكلم فى انواعهما من حيث هما مقولتان وانما القصد هاهنا فى تعديد ما تدل عليه هذه الالفاظ ولذلك ابتدا هاهنا بالكيفية التى هى جوهر فابتدا فقال الكيفية تقال اما بنوع واحد فيما به يتغاير الجوهر كقولنا ان الانسان حيوان ذو كيفية والفرس يقال كذلك ايضا يريد والكيفية التى تقال بنوع اول فهى التى تقال على ما به تتغاير الجواهر وتنفصل بعضها من بعض اعنى الانواع والاجناس الجوهرية مثال ذلك ان الانسان يغاير النبات بانه حيوان ما فان الحيوانية فيه كيفية وكذلك الحال فى الفرس اعنى ان الحيوانية فيه ايضا كيفية وفى هذا الجنس يدخل بالجملة جميع الفصول الجوهرية الاخيرة وغير الاخيرة اعنى بالاخيرة فصول الانواع الاخيرة واعنى بغير الاخيرة فصول الاجناس الجوهرية ثم قال وان سئلنا ما كيفية شكل الدائرة قلنا انها شكل لا زاوية له يريد وبقريب من هذا المعنى تقال الكيفية التى فى الكمية بما هى كمية فان بها تتغاير ايضا الكميات فى جوهرها مثال ذلك انا اذا سئلنا اى شكل هو شكل الدائرة او ما شكل الدائرة قلنا فى جواب ذلك شكل لا زاوية له فقولنا لا زاوية له هو فصل جوهرى للشكل وهذا هو الذى اراد بقوله وهذه كيفية يتغاير بها الجوهر يعنى جوهر الكميات لا الشىء الذى هو جوهر باطلاق وانما ادخل هذا فى هذا الجنس لان هذه تتنزل من موضوعاتها منزلة الصور الجوهرية من الجواهر ثم قال فالكيفية تقال بنوع واحد على ما وصفنا تغاير الجوهر يريد واذا كان هذا كما وصفنا فالكيفية تقال على ما به تتغاير الاشياء فى جواهرها اى صورها ثم قال وتقال بنوع اخر كالاشياء التى لا تتحرك والتعليمية ايضا يريد وتقال الكيفية على ما به تتغاير الاشياء ايضا الغير متحركة يعنى التى ليست فى مادة اما بالقول فقط واما بالقول والوجود كما يعتقد قوم فى التعاليم انها جواهر مفارقة ثم قال كالاعداد فانها تقال كيفيات ما مثل المركبة والتى ليس هى على واحد فقط بل التى يتشبه بها للسطح المستوى والمجسم يريد مثل الاعداد المركبة من عددين لا التى ليست تتقوم الا من الاحاد فقط وهى التى تسمى الاعداد الاول بل التى يقدرها اكثر من عدد واحد وهى التى تسمى المركبة فان هذه منها ما يشبه بالسطح المستوى ومنها ما يشبه بالمجسم ولذلك نسمع العدديين يقولون عدد مسطح وعدد مجسم ثم قال فهذه هى كيفيات فى كميات او كميات فى كميات يريد وهذه الاعداد اما ان نقول ان جواهرها هى كيفيات فى كميات واما ان نقول ان جواهرها هى كميات مضروبة فى كميات ثم قال وبالجملة ما هو من الكمية فى الجوهر فان جوهر كل واحد الذى هو مرة واحدة مثل الستة فانها ليس مرتين ثلاثة ولا كن مرة واحدة هى ستة يريد ولا كن بالجملة يظهر ان كل ما ينزل من الكمية المنفصلة منزلة الجوهر والصورة فهو شىء واحد فى كمية لا كمية فى كمية مثل الستة فان جوهرها هو انها ستة واحدة لا انها ثلاثة مرتين ثم قال وايضا جميع الانفعالات المتحركة مثل الحرارة والبرودة والبياض والسواد والثقل والخفة وجميع التى تقال عليها والتى لا تتغير الاجسام بتغيرها يريد وتقال الكيفية ايضا على نوع اخر على جميع الانفعالات التي فيها التغير والحركة كالحرارة والبرودة والبياض والسواد وجميع الاشياء التى تنسب الى هذه وهى التى بها تتغير الاجسام اعنى ان فيها توجد الحركة وانما قال ذلك لان الكيفيات التى تتغاير بها الاجسام والكميات فى جواهرها ليس فيها حركة ولا تتحرك بها الاجسام على ما تبين فى السابعة من السماع ثم قال والتى تنسب الى الفضيلة والرذيلة ايضا وبقول كلى الشر والخير يريد وتقال الكيفيات ايضا على الهيئات التى فى المتنفسات وهى التى تنسب اما الى الفضيلة واما الى الرذيلة وبالجملة اما الى الخير واما الى الشر ثم قال فالكيفية تكاد ان تكون تقال على نوعين ومن هذين النوعين واحد هو بالحقيقة يريد بالنوعين الكيفيات التى يكون فيها الحركة اعنى التى بها تتحرك الاشياء والتى لا يكون فيها حركة وقوله ومن هذين النوعين واحد هو بالحقيقة يعنى به الكيفيات الجوهرية التى ليست فيها حركة ثم قال فالكيفية الاولى تغاير الجوهر يريد التى تتغاير بها الاشياء الموجودة فى جوهرها ثم قال والكيفية التى فى الناس هى جزء من تلك يريد ان الكيفيات التى فى المتنفسات هى من الكيفيات التى ليس فيها حركة ثم بين هذا المعنى وشرحه فقال فانها تغاير ما اخر لجواهر لا تتحرك بانها غير متحركة يريد والسبب فى ان الفضائل والرذائل داخلة فى الكيفيات انها انفعالات وهيئات لجوهر غير متحرك بالذات وهى النفس ثم قال والفضيلة والرذيلة فهى جزء ما من المنفعلات لانها تدل على فصول الحركة والفعل يريد والفضيلة والرذيلة هى بوجه ما داخلة فى الكيفيات التى فيها الحركة لانها تابعة لفصول الحركة التى فى الاجسام يعنى الاستحالة الحقيقية التى تلزمها الفضائل والرذائل لان من قبلها تنفصل حركات المتنفسة الى الاجود والاردى ثم قال وبها تفعل او تنفعل بنوع جيد او ردى الاشياء التى فى الحركة يريد ان بهذه الفصول تنفعل الى الاردى او تفعل الاجود الاشياء المتنفسة التى فيها الحركة وهو الذى اراد بقوله فان ما كان منها له قوة ان يتحرك حركة ما او ان يفعل فعلا ما فهو خير وما كان منها يتحرك على الخلاف فهو شر يريد فان ما كان من الهياات النفسانية يقدر بها الانسان ان يتحرك عن الاختيار والعقل حركة الى ما هو خير فهو الانفعال الذى هو خير وما كان منها لا يقدر على ذلك بل ينفعل عن الشهوات ويتحرك عنها فهو شر ثم قال واكثر ذلك الخير والشر يدل على الكيفية فى المتنفسة ومن هذه اكثر ذلك فى التى لها اختيار˹ وهذا ايضا بين فان اسم الخير والشر انما يطلق اكثر ذلك على الافعال الصادرة عن الهياات التى فى المتنفسات وبخاصة فى المتنفسات الناطقة وقد يطلق على افعال من ليس بناطق خير ولا خير لا كن فى الاقل ولم يعد هاهنا فى الكيفية الجنس الذى يقال بقوة طبيعية ولا قوة طبيعية لان هذه استعدادات وقوى لا كيفيات بالفعل وهذه الاستعدادات هى تابعة للكيفيات الجوهرية ولكونها قوى عددها فى القوى ولكونها استعدادات والاستعدادات اعدام لم يفحص عنها فى السابعة من السماع هل فيها حركة ام لا فقف على هذا الموضع فانه اجود ما قيل فى ذلك عندى
˺القول
[١١] فى المضاف˹
[20] Textus/Commentum
مخ ۶۰۸