قال ارسطو واما ما يقال واحد بذاته فبعضها يقال واحد باتصاله مثل الخشب المغرى او الاشياء التى يجمعها الرباط والخط ان كان معوجا فانه يقال واحد متصل كما يقال كل واحد من الاعضاء ايضا مثل الساق والعضد ومن هذه الاشياء باعيانها اكثرها استحقاقا للواحد ما كانت متصلة بالطبيعة من التى هى متصلة بالصناعة ويقال متصل للذى حركته واحدة بذاته ولا يمكن بنوع اخر ويقال حركة واحدة للتى لا تنقسم بالزمن والمتصلة بذاتها هى التى تحس باللمس شيئا واحدا فان الخشب المتماسة بعضها ببعض لا يقال انها بعينها خشبة واحدة اذا لمست ولا جرم ولا شىء اخر متصل واما الاشياء الكاملة الاتصال فتقال واحد وان كان لها انعراج واكثر منها فى الواحد الذى ليس له انعراج مثل الساق والفخذ فانه يمكن الا تكون حركة الساق واحدة والخط المستقيم اكثر فى الوحدانية من المنعرج ويقال ان الخط المنعرج الذى له زاوية ايضا واحد ولا واحد وذلك انه يمكن ان تكون حركتها معا والا تكون معا واما الخط المستقيم فينبغى ان تكون حركته معا ولا يوجد جرم له عظم فيسكن بعضه وبعضه يتحرك مثل اجزاء الخط المنعرج التفسير يقول ان الواحد بالذات منه ما يقال فيه واحد من قبل انه متصل والمتصل اما ان يكون متصلا بغرا واما برباط واما بدساتير واما بالطبع مثل الخط والسطح والجسم ثم قال والخط ان كان معوجا فانه يقال واحد متصل كما يقال كل واحد من الاعضاء مثل الساق والعضد يريد والمتصل بالطبع قد يكون مستقيما وقد يكون معوجا مثل الساق وكثير من الاعضاء التى فيها انعراج ثم قال ومن هذه الاشياء باعيانها اكثرها استحقاقا للواحد ما كانت متصلة بالطبيعة من التى هى متصلة بالصناعة يريد واحق الاشياء التى يقال فيها انها واحدة بالاتصال هى المتصلة بالطبيعة لا المتصلة بالصناعة مثل المتصلة بالدساتير والغرا ثم قال ويقال متصل للذى حركته واحدة بذاته ولا يمكن بنوع اخر يريد ويقال متصل بالحقيقة للذى يتحرك من ذاته حركة واحدة من غير ان يمكن فيه حركة من نوع اخر مثل حركة الجسم السماوى ولما اخبر ان المتصل بالحقيقة هو الذى يتحرك حركة واحدة بذاته اخبر ما هى الحركة الواحدة فقال وتقال حركة واحدة التى لا تنقسم بالزمن يريد التى لا تنقسم لا بالزمن ولا بالمعنى اى ليس تكون فى زمانين ولا تكون من نوعين وان كانت فى زمان واحد مثل اتصال نغمة البم بنغمة الزير ثم قال والمتصلة بذاتها هى التى تحس باللمس شيئا واحدا فان الخشب المتماسة بعضها ببعض لا يقال انها بعينها خشبة واحدة اذا لمست ولا جرم ولا شىء اخر متصل˹ وهذا الذى قاله هو مفهوم بنفسه وهو ان الاجسام المتصلة بالحقيقة هى التى تحس باللمس والبصر واحدة وربما احتاجت فيه الحاستان ان تعاون احداهما الاخرى فاذا اجتمعت على الشهادة بانه متصل كان الحكم اوثق وكثيرا ما تبلغ الصناعة الى ان تصل الاجسام صلة يذهب على اللمس والبصر ادراكها والسبب فى ذلك ان الاتصال هو من المحسوسات المشتركة ثم قال واما الاشياء الكاملة الاتصال فتقال واحد وان كان لها انعراج مثل الساق والفخذ يريد والاشياء الكاملة الاتصال وهى التى هى بالطبيعة قد يقال فيها انها واحدة وان لم تكن مستقيمة بل كان فيها انعراج مثل الساق والفخذ اعنى انه يقال ساق واحدة وفخذ واحدة ثم قال فانه يمكن الا تكون الساق واحدة يريد والمنعرج اقل فى باب الوحدانية فانه يمكن ان تنقسم الساق الى جزءين فلا تبقى واحدة مثل ان تنقسم فى موضع الاعوجاج وكذلك اليد ثم قال والخط المستقيم اكثر فى الوحدانية من المنعرج يريد ولذلك صار الخط المستقيم ادخل فى باب الوحدانية من المنعرج لان المنعرج كانه مركب من خطين لان الخط المنعرج فيه ثلاث نقط اذ كان ذا زاوية ولذلك قال ويقال ان الخط المنعرج الذى له زاوية ايضا واحد ولا واحد يريد ويقال فى الخط الذى له زاوية انه واحد بوجه وبوجه لا واحد وذلك انه من حيث تحده ثلث نقط فهو لا واحد ومن حيث اتحد طرفاه عند الزاوية هو واحد وذلك بخلاف الخط المنحنى ولما ذكر ان الخط المعوج يمكن ان يصدق عليه انه واحد ولا واحد اتا بالسبب فى ذلك فقال وذلك انه يمكن ان تكون حركتهما معا والا تكون معا يريد وذلك ان اجزاء الخط المنعرج اذا تحرك باسره لم تكن حركة اجزائه مستوية بل كان بعضها اسرع من بعض فيصدق عليه ان حركة اجزائه هى معا من جهة انها فى زمن واحد وليست معا من قبل اختلافهما فى السرعة والبطء ويدل على هذا التاويل قوله بعد هذا ˺واما الخط المستقيم فينبغى ان تكون حركته معا˹ ويحتمل ان يريد ان الخط المعوج اذا تحرك امكن ان ينفصل عند الزاوية أحد الخطين من الاخر فلا يتحركان معا مثل ما يعرض فى اعضاء الانسان المركبة من عضوين او اكثر وليس يمكن ذلك فى الخط المستقيم وينبغى ان يفهم بدل الخط هاهنا الجسم فان الخط لا يتحرك ثم قال ولا يوجد جرم له عظم فيسكن بعضه وبعضه يتحرك مثل اجزاء الخط المنعرج يريد انه لا يوجد عظم مستقيم يسكن بعض اجزائه ويتحرك بعض اجزائه مثل ما يوجد ذلك فى الخط الذى فيه زاوية لانه مركب من خطين
[9] Textus/Commentum
مخ ۵۳۲