138

شرح ما بعد الطبیعة

شرح ما بعد الطبيعة

ژانرونه

فلسفه

قال ارسطو وخليق ان يضطروا الى ان يقولوا بهذا القول من لم يقل بالتحير بل قال بالكلام فقط ان هذا ليس بحق بل هو حق بهذا وكما قيل اولا يضطر صاحب هذا القول الى ان يصير جميع الاشياء من المضاف حتى انه يضيفها الى الظن والحس ايضا فاذا لم يكن شىء ولا يكون اذا لم يكن احد ظن ظنا قبل ذلك وان كانت الاشياء قد تكونت او تكون فبين انه لا تضاف الاشياء كلها الى الظن وايضا اما ان يضاف واحد الى واحد والى محدود والى شىء واحد بعينه وكذلك الضعف والسواء ولا يضاف السواء الى الضعف ومع هذا ان كان يضاف الانسان والمظنون به الى ما يظن وكانا جميعا شيئا واحدا فليس الذى يظنه الانسان بل المظنون به ايضا وان كان يضاف كل واحد من الاشياء الى الذى يظن فسيكون الذى يظن مضافا لاشياء لا تتناهى بالصورة ناقص من الرومى فهذا قولنا فى اقاويلهم هذه ولم صار قولهم على هذه الحال وان كان مما لا يمكن ان يصدق النقيضان معا فى شىء واحد فبين انه لا يمكن ان تكون الاضداد معا لشىء واحد ايضا فان احد الاضداد عدم وليس العدم بدون الجوهر والعدم هو سالبة من جنس ما محدود فان كان لا يمكن ان يقال ان الموجبة والسالبة معا فبحق لا يمكن ان تكون الاضداد معا بل ربما قيل شىء من كليهما وربما قيل احدهما بنوع مرسل وايضا لا يمكن ان يكون شىء فيما بين النقيضين بل باضطرار ان تكون اما الموجبة واما السالبة احداهما على شىء ما واحد بعد ان يكون قد حد الصدق والكذب اولا فان القول ان الهوية ليست او الذى ليس هو كذب والقول بان الذى ليس هو صدقا فاذا القائل ان هذا هو وليس هذا يصدق او يكذب وكان قائل هذا القول لا يقول ان الهوية ليس ولا الذى ليس هو وايضا ان كان شىء فيما بين النقيضة مثل الا غبر بين الاسود والابيض فسيصدق ذلك فى الانسان ايضا فانه ليس على هذه الحال يكون تغير او يرى ان الذى ليس بخير يتغير الى الخير او من هذا الى ما ليس بخير وليس هذا بظاهر الان لانه ليس تغيير احد الى الاشياء المتعادلة بالوضع والاوساط ايضا وان كان متوسط على هذه الحال فسيكون كون ما انتقل الى الابيض لا من الابيض وليس يرى ذلك الان وايضا فكل فكرى ومعقول بالفكرة اما ان يوجب عليه واما ان نسلبه وذلك بين من الحد أصادق هو ام كاذب فانه اذا وافق على هذا الحال بالموجبة او بالسالبة يصدق واذا وافق على غير ذلك كذب وايضا فينبغى ان يكون ذلك فى جميع النقائض ان لم يكن قول يقال فقط فانه كان لزم الا يصدق احد ولا ان يصدق ايضا ويكون ذلك فى الهوية ولا هوية ايضا ويكون تغيير ما غير الكون والفساد وايضا ينبغى ان يكون هذا فى جميع الاجناس التى يعرض فيها الضد من السالبة مثل الاعداد وان يكون فيها عدد لا زوج ولا فرد وذلك ما لا يمكن وهو بين انه يسلك من العدد الى ما لا نهاية له وتكون الاشياء لا كل ولا نصف فقط ناقص فى الرومية اذا سال ان كان ابيض فقال انه ليس بشىء اخر فقد قال بالسالبة لانه والسالبة التى ليس التفسير قوله وخليق ان يضطر ان يقول بهذا القول من لم يقل بالتحير بل قال بالكلام فقط ان هذا ليس بحق بل هو حق بهذا يريد وخليق ان يضطر من لم يقل بهذا القول بسبب الشكوك المتقدمة اعنى بسبب حيرة عرضت لهم منها بل قال ذلك عنادا وجدلا ان هذا ليس بحق ان يضطر ان يقول ما لزمه من المحال قبل ثم ذكر ما هو ذلك المحال فقال وكما قيل اولا يضطر صاحب هذا القول الى ان يصير جميع الاشياء من المضاف حتى انه يضيفها الى الظن والحس يريد انه يلزم صاحب هذا القول ان تكون الموجودات كلها مضافة الى الحس والراى وهو الذى دل عليه بقوله حتى انه يضيفها الى الظن والحس˹ ثم قال فاذا لم يكن شىء ولا يكون اذا لم يكن احد ظن ظنا قبل ذلك يريد ويلزم هذا القول انه لم يكن قط شىء ولا يكون اذا لم يكن احد قبل ذلك ظن ظنا وانما قال ذلك لان الموجودات على هذا الراى تكون هى ظنون الناس وثم قال وان كانت الاشياء قد تكونت او تكون فبين انه لا تضاف الاشياء كلها الى الظن يريد لكنه لما كان من البين ان هاهنا اشياء متكونة وموجودة خارج النفس وان لم يظن بها احد ظنا فبين ان الموجودات ليس هى الظنون لانه ما كان يكون هاهنا كون اصلا ولكان المتكلم فى حين تكلمه ان لم يظن به احد انه موجود معدوما ثم قال وايضا اما ان يضاف واحد الى واحد والى شىء محدود والى شىء بعينه وكذلك الضعف والسواء ولا يضاف السواء الى الضعف يريد وايضا ان كانت الموجودات كلها مضافة الى ظنون الناس وكان المضاف يضاف الى شىء محدود فواجب ان يكون الانسان الذى الموجودات مضافة الى ظنه موجودا بذاته وغير مضاف اصلا ثم قال ومع هذا ان كان يضاف الانسان والمظنون به الى الظن وكانا جميعا شيئا واحدا فليس الذى يظنه هو الانسان بل المظنون به يريد فان كان الانسان الظان ليس موجودا بذاته بل مضافا الى ظنه الذى يظنه فسيكون الظن مضافا الى ظن ويمر ذلك الى غير نهاية وهذا هو الذى دل عليه بقوله وان كان يضاف كل واحد من الاشياء الى الذى يظن فسيكون الذى يظن مضافا الى اشياء لا تتناهى بالصورة˹ ثم قال فهذا قولنا فى اقاويلهم هذه ولم صار قولهم على هذه الحال يريد فهذه هى اقاويلنا التى نقولها فى الرد على هولاء وفى اسباب غلطهم اى قد اتينا فى جميع ذلك بما ينبغى ان يؤتى به وبما فيه مقنع مما لم يقله غيرنا ولا قرر فيه هذا التقرير ثم قال وان كان مما لا يمكن ان يصدق النقيضان فى شىء واحد فبين انه لا يمكن ان تكون الاضداد معا لشىء واحد ايضا يريد واذا كان من المعروف بنفسه ومن المضطر اليه بهذه الاقاويل عند من انكر ذلك فبين انه ليس يمكن ان تجتمع السالبة والموجبة فى الصدق على الشىء الواحد بعينه واذا لم يكن ذلك فبين ايضا انه ليس يمكن ان يجتمع الضدان فى شىء واحد بعينه ثم اتا بالسبب فى ذلك فقال فان احد الاضداد عدم وليس العدم بدون الجوهر يريد والسبب فى ذلك ان احد الاضداد هو عدم الضد الاخر وليس هذا لكونه مقابلا للوجود دون العدم الذى يقابل الجوهر وفى ترجمة اخرى بدل هذا واما الاضداد فالواحد عدم ليس مناقصا وذلك ان العدم هو للجوهر ثم قال والعدم هو سالب من جنس ما محدود يريد والسبب فى ان هذا العدم يساوى العدم الذى فى الجوهر فى امتناع وجوده مع الشىء الذى هو له ان هذا العدم هو سلب خاص بجنس خاص كالحال فى عدم الجوهر ثم قال فان كان لا يمكن ان يقال ان الموجبة والسالبة معا فبحق لا يمكن ان تكون الاضداد معا يريد من قبل ان الضد سلب خاص بجنس من الاجناس كالحال فى عدم الجوهر وذلك ان ما انتفى عن الجنس اعنى السلب المطلق انتفى عن النوع اعنى السلب الخاص ثم قال بل ربما قيل لشىء من كليهما يريد لا كن ربما وجد كلاهما لشىء واحد بعينه وهى الاضداد التى بينها متوسط لكن بالقوة مثل وجود البياض والسواد فى الاغبر لا كن لا بالفعل ولا على الكمال ثم قال وربما قيل احدهما بنوع مرسل يريد وربما وجد احدهما فى الشىء باطلاق اى كاملا واذا كان ذلك لم يوجد فيه الاخر الا فى وقتين مختلفين وفى ترجمة اخرى بدل هذا كله ما هو ابين من هذا ˺فان كان لا يمكن معا ان يسلب ويوجب صدقا فليس يمكن ان تكون المتضادات موجودة معا لكن حينا هذا وحينا ذاك˹ ثم قال وايضا لا يمكن ان يكون شىء فيما بين النقيضين بل باضطرار ان تكون اما الموجبة واما السالبة احداهما على شىء ما واحد بعد ان يكون قد حد الصدق والكذب يريد من قبل ان حد الصادق هو الذى ليس بكاذب وحد الكاذب هو الذى ليس بصادق واذا كان الحد لكل واحد منهما ضروريا فبين انه لا يمكن ان يجتمع الصدق والكذب ثم قال فان القول ان الهوية ليست او الذى ليس هو كذبا يريد واذا تبين ان حد الصادق غير حد الكاذب فان الذى يقول فيما هو موجود انه ليس بموجود هو كاذب والذى يقول فيما ليس موجودا انه موجود كاذب ايضا يريد والصادق من ايجاب او سلب هو الذى يكون من خارج النفس على ما هو عليه فى النفس والكاذب ضد ذلك ثم قال فاذا القائل ان هذا هو او ليس هو يصدق او يكذب يريد واذا كان لا يمكن ان يجتمع الصدق والكذب فى شىء واحد فاذا القائل فى شىء ما انه كذا او ليس بكذا هو ضرورة اما صادق واما كاذب لانه ان كان ما حكم به على ما هو عليه خارج النفس من وجود او عدم كان صادقا ضرورة وان لم يصادفه كان كاذبا ضرورة وقوله وكان قائل هذا القول لا يقول ان الهوية ليس ولا الذى ليس هو يريد ومعتقد هذا الاعتقاد لا يعتقد ان الموجود عدم ولا ان العدم موجود ثم قال وايضا ان كان شىء فيما بين النقيضة مثل الاغبر بين الاسود والابيض فسيصدق ذلك فى الانسان يريد وان كان يوجد وسط بين النقيضة فسيوجد وسط بين الانسان وما ليس بانسان اى عدم الانسان ثم قال فانه على هذه الحال يكون تغير او يرى ان الذى ليس بخير يتغير الى الخير او من هذا الى ما ليس بخير يريد وان كان يوجد متوسط بين الانسان وعدمه وكانت المتقابلات التى بينهما وسط هى التى تغير بعضها الى بعض فسيوجد تغير من العدم الى الوجود مثل ان يغير مما ليس بخير الى ما هو خير ومما هو خير الى ما ليس ثم قال وليس هذا بظاهر الان لانه ليس يتغير احد الى الاشياء المتقابلة بالوضع والاوساط ايضا يريد لان من المعلومات الاول ان التغيير انما يكون من المتقابلة التى كل واحد منها موجود وهو فى غاية البعد عن صاحبه فى الوجود كالحال فى التى هى فى غاية البعد فى المكان وهى التى منها نقل الحد الى هذه او من الاوساط التى بينهما ثم قال فان كان متوسط على هذه الحال فسيكون كون ما انتقل الى الابيض لا من الابيض وليس يرى ذلك يريد وان كان يوجد متوسط بين الايجاب والسلب فسيكون كون ما انتقل الى الابيض لم ينتقل من لا ابيض اى من الاسود بل انما انتقل من عدم الابيض وليس ذلك مما يمكن ان يستحيل بعد العدم الى الوجود والوجود الى العدم ثم قال وايضا فكل فكرى ومعقول بالفكرة اما ان يوجب عليه واما ان يسلبه يريد وايضا فمن المعروف ان كل شىء يتوهم فى الفكر فاما ان يوجب له شىء او يسلب عنه شىء او يوجبه نفسه او يسلبه ثم قال وذلك بين من الحد أصادق ام كاذب يريد ويبين من حد الصادق والكاذب انه ليس بينهما متوسط ثم قال فانه اذا وافق على هذه الحال بالموجبة او السالبة يصدق واذا وافق على غير ذلك كذب يريد اذا وافق بالموجبة او السالبة ما عليه الامر خارج النفس صدق واذا خالف كذب ثم قال وايضا فينبغى ان يكون ذلك فى جميع النقائض ان لم يكن قول يقال فقط يريد وايضا ان كان واجبا ان يكون بين المتناقضين بالايجاب والسلب وسط فقد ينبغى ان يكون ذلك فى جميع النقائض وذلك ان الشىء الذى يوجد لشىء ما بالطبع فليس يوجد لبعضه دون بعضه الا ان يكون ذلك فى اللفظ فقط لا فى المعنى ثم قال فانه كان لزم الا يصدق احد ولا ان يصدق ايضا ويكون ذلك فى الهوية ولا الهوية ايضا يريد وان كان كل نقيضين بينهما متوسط لزم الا يصدق الانسان باحد النقيضين ويكذب بالاخر بل قد يكذب بهما كالحال فى المتقابلين اللذين بينهما وسط ثم قال ويكون تغير ما غير الكون والفساد يريد ويلزم على هذا ان يكون هاهنا تغير ما غير التغير الذى يسمى كونا وبالجملة غير سائر التغايير الاربعة وفى ترجمة اخرى ˺بين الكون والفساد˹ ثم قال وايضا ينبغى ان يكون هذا فى جميع الاجناس التى يعرض فيها الضد من السالبة مثل الاعداد بان يكون فيها عدد لا زوج ولا فرد وذلك ما لا يمكن وهو بين انه يسلك من العدد الى ما لا نهاية له وتكون الاشياء لا كل ولا نصف فقط يريد ويجب على هذا الوضع ان يوجد بين الاضداد التى قوتها قوة الموجبة والسالبة وهى التى ليس بينهما متوسط حتى يكون بين الزوج والفرد عدد لا زوج ولا فرد وقوله وهو بين انه يسلك من العدد الى ما لا نهاية له يريد وذلك ما لا يمكن لانه ان كان بين الزوج والفرد عدد فسيكون ذلك العدد ينقسم الى زوج وفرد وسيكون ايضا هنالك عدد بين الزوج والفرد اللذين ينقسم اليهما العدد الثانى ويكون للثالث رابع حتى يمر انقسام الاعداد الى انواع لا نهاية لها وقوله وتكون الاشياء لا كل ولا نصف فقط˹ كذا وقع فى ترجمة ووقع فى اخرى ˺وليس يكون العدد نصف كل فقط ولا انواع اخر ايضا˹ وهذا القول فيه غموض والذى يريد عندى انه يلزم على هذا القول ان تكون طبيعة العدد تنقسم الى غير نهاية كانقسام الكم المتصل الى نصف يعنى انه متى فرض كل ما من المتصل اى واحد انقسم بنصفين وكذلك متى اخذ ذلك النصف من حيث هو كل انقسم بنصفين ويمر ذلك الى غير نهاية اى انه انما كان العدد ينقسم الى انواع غير متناهية لو كان من طبيعة الكم المتصل وهو بين ان العدد ليس ينقسم الى نصف كل دائما ولا غير ذلك من الانواع وانما يوجد هذا للمتصل وقوله بعد الخرم ˺اذا سال ان كان ابيض فقال انه ليس شىء اخر فقد قال بالسالبة لانه والسالبة التى ليس˹ فانما يريد ومن سال فى شىء هل هو ابيض فقال انه ليس شىء اخر فقد اعترف انه ما ليس شىء اخر غير الابيض وهذا هو اعتراف منه بان الموجبة والسالبة ليس بينهما وسط يصدق عليه الايجاب والسلب

[28] Textus/Commentum

مخ ۴۶۰