107

شرح ما بعد الطبیعة

شرح ما بعد الطبيعة

ژانرونه

فلسفه

قال ارسطو وينبغى للفيلسوف ان يقوى على النظر فى جميع هذه الاشياء فانه ان لم يكن ذلك للفيلسوف فلمن يجب الفحص عن قول القائل ان سقراط قائم وعن قول القائل ان سقراط قاعد ان كان هذان القولان شيئا واحدا بعينه وان كان يضاد الواحد للواحد وما الضد وبكم نوع يقال وكذلك سائر الاشياء التى تشبه هذه فاذ كانت هذه الاشياء وما اشبهها بذاتها الام الواحد وحده والام الهوية بكنهها وليس هى الام الواحد والهوية بانها عدد او خط او نار فمعلوم ان للعلم الذى يعرف الواحد والهوية ان يعلم ما الواحد وما الهوية وما الاعراض التى تعرض لهما فالذين يفحصون عن مثل هذه الاشياء ليس خطاؤهم بانهم لا يفحصون عن اشياء هى للفلسفة بل خطاؤهم لانهم لا يفحصون عن جوهر هذه الاشياء التى هى قبل الاشياء فانه كما ان للعدد بما هو عدد الا ما خاصية له اعنى بالام العدد الزوج والفرد والمتساوى والمساوى والزائد والناقص وهذه للعدد على حدتها وبعضها مع بعض وكذلك للجوهر الذى يتحرك والذى لا يتحرك والذى لا ثقل له والذى له ثقل الام اخر خاصة كذلك ايضا للهوية بكنهها الام خاصة وهذه الالام التى ينبغى للفيلسوف ان يفحص عنها بالحقيقة والدلالة على ذلك ان المنطقيين والسفسطانيين يلزمون انفسهم ما يلزم الفيلسوف نفسه من التعب فان علم السفسطانى هو حكمة بالتمويه فقط واما المنطقيون فهم يتكلمون فى جميع الاشياء والهوية هو العام المشترك لجميعهم فمعلوم انهم يتكلمون فى هذه الاشياء لانها خاصة الفلسفة فان علم السفطانيين وعلم المنطقيين يرجع الى جنس واحد وهو جنس الفلسفة لاكن تنفصل الفلسفة اما من العلم الواحد فبنوع القوة واما من العلم الاخر فباعتبار تدبير الحياة فان علم المنطق يعلم ما يعلم الفيلسوف واما علم السفسطانى فيظن انه يعلم ولا يعلم بالحقيقة التفسير يقول ان الفيلسوف هو الذى يظهر من امره انه يجب عليه ان يفحص عن امثال هذه المطالب اعنى التى تلحق الموجود بما هو موجود فانه ان لم يكن للفيلسوف الفحص عن امثال قول القائل سقراط قاعد وليس بقاعد او قائم هل هذان القولان يقتسمان الصدق والكذب او لا يقتسمان فلمن يكون وكذلك لمن يكون الفحص عن الضد هل له ضد واحد او اكثر وما هو الضد وعلى كم نوع يقال الضد وكذلك سائر الاشياء التى تشبه هذه وانما اراد انه اذا كان من المعلوم بنفسه ان هذه المطالب ينبغى ان يفحص عنها فى صناعة من الصنائع وكان ظاهرا من امر العلوم الجزئية انها ليس تفحص عنها فقد يجب ان يكون هذا العلم العام هو الذى يفحص عنها ثم قال فاذ كانت هذه الاشياء وما اشبهها بذاتها الام الواحد وحده والام الهوية بكنهها وليس هى الام الواحد والهوية بانها عدد او خط او نار فمعلوم ان للعلم الذى يعرف الواحد والهوية ان يعلم ما الواحد وما الهوية وما الاعراض التى تعرض لهما يريد فان كانت امثال هذه المطالب هى اعراض الواحد بما هو واحد واعراض الهوية بما هى هوية لا اعراض الواحد بما هو واحد عدد ولا واحد خط ولا واحد نار ولا للهوية بما هى هوية عدد ولا هوية خط ولا هوية نار فمعلوم ان العلم الذى له ان يعرف الهوية بما هى هوية والواحد بما هو واحد لا واحد مخصوص ولا هوية مخصوصة هو العلم الذى له ان يعرف ما هو الواحد بما هو واحد وما هى الهوية بما هى هوية وما الاعراض الذاتية التى تخصهما ثم قال فالذين لا يفحصون عن هذه الاشياء ليس خطاؤهم لانهم لا يفحصون عن اشياء هى للفلسفة بل خطاؤهم لانهم لا يفحصون عن جوهر هذه الاشياء التى هى قبل الاشياء يريد ان الذين يرون ان الفحص عن هذه الاشياء ليس بواجب ليس خطاؤهم فقط من قبل انهم يتركون الفحص عن اشياء الفحص عنها على الفيلسوف بل ومن قبل انهم يتركون بترك الفحص عنها الفحص عما هى الاشياء التى هى اوائل جميع الموجودات والمتقدمة عليها فيعرض لهم الا يعرفوا موجودا من الموجودات بما هو على الحقيقة باقصى اسبابه ثم اخذ يذكر الحجة على هذا المعنى فقال فانه كما ان للعدد بما هو عدد الا ما خاصية اعنى بالالام للعدد الزوج والفرد والزائد والناقص وهذه للعدد على حدتها وبعضها مع بعض وكذلك للجوهر الذى يتحرك والذى لا يتحرك والذى لا ثقل له والذى له ثقل الام اخر خاصية كذلك للهوية بكنهها الام خاصة يريد وايضا فانه من البين انه كما ان للعدد بما هو عدد اعراضا خاصية بما صاحب العدد هو الناظر فيها مثل الزوج والفرد والزائد والناقص وبعض هذه الاعراض الام لبعض اى اعراض لها خاصة وكذلك للجوهر الذى يتحرك اعراض خاصية وللجوهر الذى لا يتحرك اعراض خاصة وللجوهر الذى لا ثقل له اعراض خاصية به وللذى له ثقل ايضا اعراض خاصية كذلك للهوية بما هى هوية وللموجود بما هو موجود اعراض خاصة به ثم قال وهذه الالام التى ينبغى للفيلسوف ان يفحص عنها بالحقيقة يريد وهذه الاعراض التى للموجود بما هو موجود هى التى ينبغى للفيلسوف ان يفحص عنها ثم قال والدلالة على ذلك ان المنطقيين والسفسطانيين يلزمون انفسهم ما يلزم الفيلسوف نفسه من التعب يريد والدليل على ان الفيلسوف يلزمه الفحص عن الهوية ولواحقها ان الذين يتشبهون به يلزمون انفسهم من التعب فى الفحص عن هذه المعانى ما يلزمه الفيلسوف نفسه وانما كان ذلك كذلك لان هولاء ايضا ينظرون فى الموجود نظرا عاما وقوله فان العلم السفطانى هو حكمة بالتمويه فقط يريد ان حكمة السفسطانيين هى حكمة توهم بانها حكمة من غير ان تكون كذلك فى نفسها مثل الدراهم المدلسة التى توهم انها دراهم وقوله واما المنطقيون فانهم يتكلمون فى هذه الاشياء والهوية هو العلم المشترك لجميعهم يريد واما الجدليون فانهم يتكلمون ايضا فى جميع الاشياء التى يتكلم فيها الفيلسوف والسفسطانى والتكلم فى الهوية والموجود هو العلم المشترك لهم ولما ذكر انهما يشتركان فى الموضوع ذكر النحو الذى تفترق فيه هذه الصنائع فقال فان علم السفطانيين وعلم المنطقيين يرجع الى جنس واحد وهو جنس الفلسفة يريد ان الجنس لهذه الثلث الذى تنظر فيه هو جنس واحد وهو الموجود المطلق ثم قال لا كن تنفصل الفلسفة اما من العلم الواحد فبنوع القوة واما من العلم الاخر فباعتبار تدبير الحياة يريد لا كن الفلسفة الحقيقية تنفصل من الفلسفة الجدلية بنوع العلم فان الفلسفة الحقيقية تنظر فى الموجود نظرا برهانيا والجدلية نظرا مشهورا واما السوفسطانية فتنفصل بالغرض المقصود فى الحياة فان السفسطانى قصده ان يظن به انه فيلسوف من غير ان يكون كذلك لينال كرامة بذلك او غيرها من الخيرات الانسانية والفيلسوف قصده ان يعرف الحق فقط ثم قال فان علم المنطق يعلم ما يعلم الفيلسوف يريد وانما قلنا ان صناعة الفلسفة والجدل تنفصل بنوع العلم لان الجدلى يعلم ما يعلمه الفيلسوف الا ان احدهما يعلم ما يعلم بالبرهان والاخر بالشهرة واما السفطانى فليس عنده علم البتة وانما عنده ما يوهم انه علم وهو كذب ولذلك قال واما السفسطانى فيظن انه يعلم ولا يعلم بالحقيقة˹

[6] Textus/Commentum

مخ ۳۳۰