197

Sharh Lum'at al-I'tiqad - Nasser al-Aql

شرح لمعة الاعتقاد - ناصر العقل

ژانرونه

حكم إطلاق لفظ (سيدنا) على الرسول ﷺ
السؤال
قرأت في فتاوى اللجنة الدائمة أنه لا يجوز أن يقال للرسول ﷺ (سيدنا)، لكن نجد في مقدمة بعض الكتب هذه الكلمة، سيدنا محمد ﷺ، فما رأيكم؟
الجواب
على أي حال هذه مسألة خلافية، والنبي ﷺ نهى أن يقال له سيد، فالأولى هو الأدب مع كلام النبي ﷺ، لكن إذا ورد في كلام أهل العلم في الكتاب نقرؤها على ما وردت، على أساس أننا نقول بأن هذا العالم اجتهد ورجح جواز إطلاق كلمة (سيد) وقال بها.
والذي يترجح فيما يظهر لي أنه ينبغي أن لا يقال (سيد)؛ لأن النبي ﷺ نهى عنها أدبًا معه، وإلا فهو (سيد) مستحق للسيادة بين البشر، بل هو أفضل الخلق وسيد الخلق من حيث المعنى.
لكن نظرًا لأنه نهى فنحن نتأدب مع نهيه ﷺ، ومع ذلك حمل النهي بعض أهل العلم على محمل آخر، قال: إنه من باب تواضعه ﷺ، كما نهى أن يفضل على بعض النبيين، مع أنه أفضلهم جزمًا، لكن من باب تواضعه ﵊ نهى عن ذلك، ثم إنه قد يفهم أحيانًا من السيد التعظيم الذي لا يجوز للبشر.
أما حديث: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر)، فليس عندنا شك في أفضليته على الأنبياء، وأفضليته على الخلق جميعًا بما فيهم الملائكة، فالنبي ﷺ أفضل من جميع الخلق، لكن الكلام كان على إطلاق كلمة سيد هل تجوز أو لا، وهذه مسألة خلافية، وكل من ذهب إلى قول فإن معه دليلًا، حتى الذين قالوا بأنه يقال له سيد معهم دليل.
فمن هنا تبقى المسألة خلافية، والراجح عدم إطلاق هذه الكلمة امتثالًا لأمر النبي ﷺ.

6 / 35