تنزيه الله ﷿ عن الند والشبيه والصاحبة والولد
ثم قال رحمه الله تعالى: [جل عن الأشباه والأنداد] .
أي: تقدس وتنزه.
وقوله: (عن الأشباه والأنداد)، الشبيه هو: المشابه ببعض الوجوه دون بعض، وهو ﷾ جل أن يشبه شيئًا من خلقه لا في ذاته ولا في أي صفة من صفاته ﵎، كما أنه أيضًا جل وتقدس عن الند والمثيل، سواء في الربوبية أو في الخالقية أو في أي صفة من صفاته سبحانه؛ فهو الرب المعبود وحده لا شريك له.
ثم قال: [وتنزه عن الصاحبة والأولاد] .
وهذا بنص القرآن؛ فقد دلت عليه الأدلة المعروفة، فلم يتخذ صاحبة ولا ولدًا ﷾، فهو ليس له صاحبة ولا ولد، وفي ذلك نقض لما ادعاه المشركون حين قالوا: إن الملائكة بنات الله! أو النصارى حينما يقولون: إنما المسيح ابن الله! أو اليهود حينما يقولون: إن العزير ابن الله! فالابن يحتاج إلى صاحبة، والله ﷾ تنزه عن الصاحبة والولد، وتعالى عما يقول هؤلاء جميعًا علوًا كبيرًا.