191

Sharh Lumat al-I'tiqad by Al-Mahmood

شرح لمعة الاعتقاد للمحمود

ژانرونه

كتابة الله ﷿ كل شيء في اللوح المحفوظ
قال المصنف ﵀: [ولا يتجاوز ما خط في اللوح المسطور] .
أي: أن الله ﷾ كتب كل شيء في اللوح المحفوظ؛ فإنه سبحانه لما خلق القلم أمره أن يكتب فيه ما هو كائن إلى يوم القيامة، وهذه هي المرتبة الثالثة من مراتب القدر، التي هي مرتبة الكتابة، فإن الله ﷾ كتب ما هو كائن في اللوح المحفوظ.
فكل ما نصنعه، وكل ما نعمله فهو مكتوب عند الله ﷾، بل كل ما يجري من حركات الجمادات وغيرها مكتوب في اللوح المحفوظ، حتى الشجرة إذا سقطت منها ورقة بسبب الريح أو بسبب جفافها أو غير ذلك، فإن سقوطها في كتاب مبين، كما قال تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [الأنعام:٥٩]، أي: أن أي حبة، وأي رطب، وأي يابس، وأي ورقة تسقط، فكل ذلك في كتاب مبين، فكيف بفعل العباد، وأقوالهم، وحركاتهم، ومجيئهم، وذهابهم إلى غير ذلك؟! كل ذلك مكتوب مسطر، وهذه هي المرتبة الثالثة.
إذًا: المرتبة الأولى هي العلم الأزلي المحيط بكل شيء: فالله يعلم ما أنت قائل أيها العبد! وما الذي ستختاره إذا أعطاك الله الاختيار؛ فإنه ﷾ يعلم سابقًا ما الذي ستفعله وتختاره.
والمرتبة الثانية: مرتبة المشيئة، وهي: أن الله ﷾ ما شاء كان، وما لم يشاء لم يكن، ولا يخرج شيء عن مشيئته.
المرتبة الثالثة: الكتابة، وهي أن الله ﷾ كتب ما هو كائن في اللوح المحفوظ.

9 / 5