130

Sharh Lumat al-I'tiqad by Al-Mahmood

شرح لمعة الاعتقاد للمحمود

ژانرونه

بيان أن كلام الله يسمع
ثم مثل المصنف ﵀ بقوله: [سمعه موسى ﵇ منه من غير واسطة] .
وهذا دل عليه نص القرآن العظيم، في قوله تعالى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ [النساء:١٦٤] وجاءت الآية بصفة التأكيد، وبعض أهل البدع أراد أن يجد قارئًا يقرأ بنصب لفظ الجلالة، أي: (وكلم اللهَ موسى)؛ حتى يثبت أن موسى هو فاعل الكلام، يريد بهذا أن ينفي عن الله صفة الكلام، فقال له إمام من أئمة القراء من أهل السنة: هب أننا قرأنا بنصب لفظ الجلالة، فلماذا سنصنع بقوله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ﴾ [الأعراف:١٤٣]؟ فبهت المبتدع، لأنه ليس هناك خيار إلا أن يحذف الآية، أو يقول: فيها تقديم وتأخير، أما أن يأتي بضمة بدل فتحة أو نحو ذلك ويحل بها المشكلة، فهذه الآية لا تحتمل ذلك.
ثم قال: [وسمعه جبريل ﵇، ومن أذن لهم من ملائكته ورسله] .
وهذا أيضًا ثبت في الأحاديث الصحيحة، ومنها ما رواه مسلم في صحيحه عن النبي ﷺ وفيه: (ولكن ربنا إذا قضى أمرًا سبح حملة العرش، ثم يسبح أهل السماء الذين يلونهم، حتى يبلغ التسبيح أهل السماء الدنيا، فيقول الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم)، فهذا يدل على أن جبريل والملائكة يسمعون كلام الله ﷾.
إذًا: هو ﵎ يتكلم بكلام مسموع، وأيضًا رسل الله سمعوا كلامه، كما في قصة موسى، وكما في قصة محمد ﷺ، فإن الله كلمه كفاحًا ليلة المعراج، كما في الصحيحين وغيرهما.

6 / 14