الرابع: حدت المرأة تحد وتحد تركت الزينة لموت زوجها، أو للعدة، فهي حاد لا حادة، وأصله حده أي منعه يحده بالضم فقط لتعديه، وكأنها حدت نفسها من الزينة أي منعتها منها فامتنعت، فالضم باعتبار التعدى، والكسر باعتبار اللزوم، وقيل: إنه يقال أحدت المرأة أي امتنعت من الزينة رباعيا لأحدت ثلاثيا، وعليه الأصمعي فهي محد لا محدة، وأثبت في القاموس الرباعي والثلاثي.
قال صاحب تحقيق المقال: ولعل قول المصنف حدت بالتأنيث احتراز من حددت على الرجل أحد حدة وحدا وحددا من الترق، وهو الخفة والطبش والانفعال الغصب، فإنه بالضم وهو مما بقى عليه مما جاء بالضم أ .ه.
قلت: الذي في القاموس أن هذا بالكسر، وأما حدد بينهم أي حجز فبالضهم شذوذا، وأما حده أي منعه أو دفعه، أو أخرج الحق من فاعل الذنب الكبير فمضارعاتها بالضمك قياسا لتعديها، وكذا حده بمعنى ميزه، وحد السكين مثلا أي مسحها بحجر أو مبرد، ومطاوع هذا بالكسر للزومه يحدها بالضم فتحد بالكسر، وأما حد عليه أي غضب، فمضارعه بالكسر قياسا.
الخامس: ثرت العين بالمثلثة تثر وتثر، أي غزر دمعها، وثرت السحابة كثر ماؤها، وثرت عين الماء كثر ماؤها، وثرت عين المطر وهي مطر أيام لا يقلع، وسحابة تأتى من قبل قبلة العراق، وثر بحر العين وبخر العين بالحاء والخاء، وبنات بخر وبحر سحائب يجئن قبل الصيف رقاق بيض منتصبات، وبنات مخر بالميم أيضا من الخاء المعجمة، وأصله من ثر التراب يثره أي صبه وهو بالضم قياسا لتعديه، ولكونه أصل ثرت المذكور جاء في ثرت المذكور الضم مع الكسر.
والذي في القاموس: أن المضارع ثرت العين، وثرت الناقة أي الشاة، أي كثر لبنها، أو وسع إحليلها، وثرت الطعنة كثر دمها يكسر ويضم ويفتح، وإن ثرت المر|أة كثر كلامها، وثره فرقه أو بدده، وثر أي وسع، وثر السحاب كثر ماؤه مضارعاتها بالضم إلا الأول، فلعله بالكسر.
مخ ۲۹