شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3

قطب اطفیش d. 1332 AH
169

شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3

شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3

ژانرونه

ولك أن تقول: أراد يخادعون الذين آمنوا بالله، كما تقول: أعجبني زيد وكرمه، أي أعجبني كرمه، وقد مثل ابن الحاجب في الشافية: سافر، ونص في شرحه على المفصل أنه لا ثلاثي له، واستدرك عليه الجار بردي في شرح الشافية أن الجوهري أثبت له ثلاثيا قال: سفرت أسفر سفورا إذا خرجت للسفر، ورد على الجار بردي والجوهري بعض ... من حشى على الجار بردي بقول القاموس: إنه لا فعل لسافر بكسر الفاء، وبأن عدم استعمال المجرد لا يمنع التمثيل بسافر لفاعل بمعنى فاعل كما فعل المصنف، يعني ابن الحاجب، نعم الأحسن التمثيل بدافع، وجاوز وواعد ونحوها.

ويجاب: بأن الجوهري مثبت والقاموسي ناف، والمثبت يقدم على النافي كما تقرر في الأصول، ولكن يبحث في ذلك بما قاله الناصر اللقاني في إثبات معنى فعل لفاعل بالمثالين، سافر ودافع الله الناس نظر، لأن الدفع من الله على يد بعض الناس وعادته جارية بمقالته بدفع أيضا من المدفوع، وإن كان دون الدفع الأول، فلم يخرج عن معناه الأصلي، وسافر يمكن أن يكون من السفور بمعنى الظهور، كما صرح به في الصحاح، بأن ذلك مصدره، ولا يضر تصريحه فيه بقوله إذا خرجت للسفر، إذ يقال ذلك أي لغة في الظهور حيث كان.

قال الطبلاوي: وإيضاح نظره في دافع أنه لما استدل على استعمال دافع في معنى بقوله تعالى: (إن الله يدافع عن الذين آمنوا) ولولا دفاع الله الناس كما قرئ يدفع ودفع أشكل الاستدلال، بأن الدفع عن الذين آمنوا قد يكون بواسطة بعض الناس، كما يكون بلا واسطة، وعلى التقدير الأول يكون يدافع ودفاع على بابه، إذ العادة جارية بمقابلة الدفع أيضا بدفع من المدفوع، وإن كان دون الدفع الأول، والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال.

مخ ۱۶۹