أنا أعرف شخصا أدركناه، مات قبل سنين، بلغ الثمانين من العمر وهو من صغره وهو يطلب العلم وينتقل من درس إلى درس، يحضر خمسة دروس في اليوم في المساجد، ومع ذلكم لم يدرك شيئا يذكر، ما أدرك شيئا يذكر، مثل هذا يكفيه أن يكون من الداخلين في سلوك طريق العلم، ((من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة)) يرجى له هذا، والعبرة بمن كانت لديه الأهلية التامة، هل ينتظر هذه المدد المتطاولة سواء كانت عند الشيوخ أو في الدراسات النظامية، وهو يسلك هذا الأمر، ومع ذلك يعتني بنفسه، إن وجد من يعنيه من شيخ يساعده على سرعة الأخذ فهذا هو المطلوب، وإن كان هناك زملاء أو أقران يتصفون بالنباهة، وأفهامهم متقاربة، وتعاونوا على تحصيل العلم، وفادوا من الكتب والشروح وسألوا عما يشكل عليهم، إضافة إلى حضور الدروس، لا شك أن مثل هذا نافع.
هذا يقول: هذا هو الرأي السديد وإننا في حاجة .. ، أو في أشد الحاجة إلى كتاب العقيدة، ونريد التوسع ويا ليت تعيدونه مستقبلا؟
على كل حال نعم، لعله يقصد الاقتصار على كتاب التوحيد، وجعل كامل المدة له.
وهذا يقول: الوقت بعد الفجر يكفي للدرس ومراجعة وقراءة القرآن، وهو مناسب لاستيعاب الطلبة، وإلا فأين الهمة في طلب العلم، وإن لم نعاني في طلبه نبذل النفس والنفيس من أجل تحصيله، ولينظروا إلى دورات سبقت كان فيها بعد صلاة الفجر أكثر من درس، وفيها درس بعد العصر، ودرس بعد المغرب.
هي أربعة دروس في الدورات الماضية، ويريد أن يكون الدرس بعد صلاة الصبح والفجر طويل، نعم إذا كانت الصلاة تقام في الساعة الرابعة وينتهى منها أو منها ومن أذكارها في الرابعة والنصف ثم الجلوس إلى الساعة السابعة هذا وقت طويل ومناسب جدا، لكن مثل ما ذكرنا أن الوقت يعني فيه مشقة على كثير من طلاب العلم، وهو أيضا أو في تقديري هو الوقت المناسب لقراءة القرآن، وإنهاء ما يتعلق باليوم مما يخصصه الإنسان لنفسه، وأنا رأيت نفسي في السنوات الماضية ضيعت القرآن؛ لأنه ما في وقت مناسب غير الصبح.
مخ ۲