"وقول الله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} [(82) سورة الأنعام] ": " {الذين آمنوا ولم يلبسوا} ": يعني لم يخلطوا؛ لأن لبس يلبس: خلط يخلط، بخلاف لبس يلبس، لبس الثوب يلبسه، ولبس التمر يلبسه يعني خلطه بغيره.
" {الذين آمنوا ولم يلبسوا } ": يعني يخلطوا، {إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} ": الظلم خاف منه الصحابة -رضوان الله عليهم-؛ لأنه لا يوجد من لا يظلم، قد يظلم نفسه، وقد يظلم غيره، وقد يكون هذا الظلم عظيما فاحشا، وقد يكون يسيرا.
قالوا: "أينا لم يظلم نفسه يا رسول الله، قال: ((الظلم الشرك، ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح: {إن الشرك لظلم عظيم} [(13) سورة لقمان])): قول لقمان: {إن الشرك لظلم عظيم}.
" {أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} ": فلن يتحقق الأمن، لن يتحقق الأمن إلا بتحقيق التوحيد ونفي الشرك بجميع صوره وأشكاله، الأمن لا يحققه القوة والقهر والحديد والنار، يحققه تحقيق التوحيد ونفي الشرك.
وإذا نظرنا إلى الواقع الذي نعيشه منذ ما يقرب من ثمانين سنة في هذه البلاد من أمن وافر، يعني من خلال ثمانين سنة، قريبا من ثمانين سنة عاشت هذه البلاد في أمن لم يذكر له نظير في التاريخ؛ كل هذا بسبب تحقيق التوحيد.
" {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} [(82) سورة الأنعام] ": وفي سورة النور: {وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا} [(55) سورة النور]، هذا هو الذي يحقق الأمن على الحقيقة، والله المستعان.
" {أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} [(82) سورة الأنعام] ": لهم الأمن في الدنيا والآخرة، فالذي يحقق التوحيد، ويخلص هذا التوحيد من أنواع الشرك والبدع والمعاصي له الأمن التام، له الأمن التام، وإذا حصل فيه خلل اختل هذا الأمن بقدر هذا الخلل كما يقول ابن القيم: "الحصة بالحصة".
نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
هاه؟
مخ ۱۹